عندما مات أبو بكر الصديق وأصبحت قيادة أمة الإسلام في يد الفاروق عمر .. جاء (عُيَيْنَة بن حصن) ــ أحدالمشركين ــ إلى أمير المؤمنين يطلب حقه في سهم (المؤلفة قلوبهم) فرفض عمر.. فقال له (عيينة) : أنت تمنعني شيئاً كان رسولكم وأبو بكر يعطيانني منه؟ فقال فارس الإسلام عمر بن الخطاب : (نعم كان ذلك أيام أن كان الإسلام لا شوكة له.. أما الآن.. فليس بيننا وبينك إلا السيف إذا مرقت ) .. وكان سهم (المؤلفة قلوبهم) يُمنح لبعض الناس لجذبهم إلى الإسلام أو تحييدهم واتقاء شرهم..
ومن صدر الإسلام إلى مصر المحروسة.. يبقى السؤال الذي حيّر كل المتابعين وذوي الألباب طيلة نصف قرن.. أين ذهبت أموال مصر؟ وأين ذهبت أموال وجواهر وقصور أسرة محمد علي ؟ .. هل وزعها الثوار على المارقين والقراصنة وكل مَن جاهر بعدائهم.. لجذبهم للثورة أو اتقاء شرهم؟!!
لقد قالوا لنا: إن الثوار عندما استولوا على الحكم في 1952 كانت مصر دائنة لبريطانيا بـ 14 مليون جنيه.. ثم بعد فترة قالوا إنها أربعة ملايين فقط.. وليست تلك هي القضية.. أربعة ملايين .. أو قروش.. المهم أن بريطانيا كانت مديونة لنا !!! وفي 1952 كان الغطاء الذهبي للنقد المصري (466) طناً من الذهب.. وفي بداية حكم السادات كان هناك (16) طناً من الذهب ، فأين ذهبت باقي الكمية (450) طناً ذهبياً ؟ .. وأين ذهبت مئات القصور التـي كان يقيم فيها أفراد أسرة محمد علي .. فالقصور الآن لا تزيد عن أصابع اليدين في القاهرة والإسكندرية.. تتبعوا يا سادة مسيرة رجال الثورة .. الأبناء .. والأحفاد الآن.. وستعرفون أين ذهبت القصور ومَن هُم المماليك الجدد الذين ظهروا على السطح.. اعرفوا أسماء مليونيرات مصر الآن .. وأثرياء المحروسة .. ستجدونهم كلهم أبناء ضباط ثورة يوليو وأحفادهم وأقاربهم.. أين ذهبت مجوهرات أسرة (محمد علي) التـي ملأوا منها حجرات ــ كما قال بعضهم في مذكراته ــ وأين ؟ وأين ؟... فالعجلة مستمرة رغم جهود بعض رجال الدولة الصادقة في وقف نزيف أموال مصر.. رغم جهود المخلصين .. يخرج رئيس الوزراء ليبشرنا أن حصيلة بيع الشركات 10.07 مليار جنيه .. منها 2.3 مليار للمعاش المبكر و3.5مليار للعاملين لسداد ديون الشركات.. و4.2 لوزارة المالية .. يعني مصر اتباعت بـ 4.2 مليار .. يا بلاش.. مين يشيل؟
أين تذهب أموال مصر؟ فنحن نتصدر قائمة إنتاج الغاز الطبيعي.. والسابع في البترول.. بالإضافة إلى السكر والأرز والتمر والملابس القطنية .. كل هذا الإنتاج المصري يغزو العالم.. عائد قناة السويس.. الملايين التـي تدخل في خزائن المرور يومياً.. الضرائب.. التليفونات.. المواصلات.. كل هذه المبالغ الطائلة التـي تُجمع من المصريين.. أعلى نسبة جمارك على مستوى العالم في مصر.. المطارات.. المواني .. الثروة السمكية.. الإنتاج الزراعي.. السياحة.. الثروة المعدنية المتنوعة والهائلة..
كل هذا ويبقى السؤال .. أين تذهب أموال مصر؟ لقد استولت الحكومة على معظم أموال التأمينات لتسديد مرتبات الموظفين ! .. فهل نُزعت البركة من إنتاجنا وأموالنا؟! فالفقير إلى الله ليس خبيراً اقتصادياً .. لكنني مواطن مصري يريد أن يعرف ويفهم.. أين تذهب أموالنا.. وأين الملايين التـي جمعوها منذ عدة سنوات لسداد ديون مصر التـي تضاعفت؟!! هل هي السرقة ؟ أم التبذير ؟ أم كلاهما؟ فالجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء يقول: إن الاقتصاد القومي يخسر 30 مليار جنيه سنوياً بسبب تجارة المخدرات (الأهرام 4/3/89) .. كما يتم إنفاق ما يقدر بـ 250 مليون جنيه في ليلة رأس السنة.. وحوالي 315 مليون جنيه في أطعمة الكلاب والقطط وأشياء تافهة أخرى!! وقد ذكرت جريدة الشعب في 1/2/1992م أن الجماهير العربية أنفقت 64 ألف مليون دولار على الخمور والمخدرات في ذلك العام.. أما حكاية بلاط الأرصفة الذي يتم تغييره كل عدة أشهر لسبب لا نعلمه فهي تدخل في نطاق مسرح العبث واللامعقول .. وربما لتسلية الجماهير المقهورة.. وفزورة ترميم الجامع الأزهر تجعلك (تلطم) على وجهك حتى يطلبوا لك القميص الأبيض بأزراره الخلفية.. شوية أسمنت وجير لترميم المسجد بـ 300 (ثلاثمائة) مليون..... دماغي!
أما السادة المستشارون في الوزارات المختلفة ــ ربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم ــ فهم أشبه بالأساطير .. ولا تملك إلا أن تطلب من والدتك أن تدعو لك كي تصبح مستشاراً في يوم من الأيام.. فالسيد المستشار حاجة كده شبه خيال الحقل.. يأتي الوزارة ليشرب القهوة أو لا يأتي على الإطلاق إلا في نهاية الشهر كي (يلهف) ما يزيد على عشرة آلاف جنيه.. وأي واحد من (الكبار) بعد أن يخرج للمعاش يطلب من صديقه أو نسيبه الوزير أن يبقى مستشاراً كي
يعطيهم خبرته!!.. فنجد مثلاً وزارة المالية بها 88 مستشاراً تزيد مرتباتهم شهرياً على المليون جنيه.. هذا في وزارة واحدة فقط.. لأنني لو تحدثت عن وزارة الزراعة فربما تقذف بهذا الكتاب بعيداً..
وإذا تحدثنا عن (شهادات محو الأمية) التـي يتم بيعها علناً أو المبالغ التـي تُدفع للتعيين في البترول والكهرباء والتليفونات.. فأرجوك لا تغضب.. فقد قُمت بمغامرة طريفة للعمل بوزارة البترول.. واكتشفت ما لا يخطر على بال.. ووجدتني أصل إلى مشارف حقل ألغام فانسحبت مرعوباً وأنا أردد:
الجبن حكمة.. أرجوك لا تسأل عن أموال مصر .. فقد بُح صوت الشرفاء وذوي الضمائر السامية.. ورحلوا دون أن يعرفوا إجابة السؤال .. وتكسّرت أقلام وأُغلقت صُحف.. وبقي المخلصون من الأحياء يرفعون شعار (السؤال لغير الله مذلّة) .. فلا تسأل.. فقد مات ضباط ثورة يوليو الذين يعرفون سر الذهب والقصور والأموال التـي اختفت.. وماتت القضية..
وعندما طَرحتُ هذا السؤال على (الدكتور المشاغب) !!: أين ذهبت أموال مصر؟
نظر إليّ وهو يضحك بصوته الأجش وقال: يـحمّــوك في كنكة...
ومن صدر الإسلام إلى مصر المحروسة.. يبقى السؤال الذي حيّر كل المتابعين وذوي الألباب طيلة نصف قرن.. أين ذهبت أموال مصر؟ وأين ذهبت أموال وجواهر وقصور أسرة محمد علي ؟ .. هل وزعها الثوار على المارقين والقراصنة وكل مَن جاهر بعدائهم.. لجذبهم للثورة أو اتقاء شرهم؟!!
لقد قالوا لنا: إن الثوار عندما استولوا على الحكم في 1952 كانت مصر دائنة لبريطانيا بـ 14 مليون جنيه.. ثم بعد فترة قالوا إنها أربعة ملايين فقط.. وليست تلك هي القضية.. أربعة ملايين .. أو قروش.. المهم أن بريطانيا كانت مديونة لنا !!! وفي 1952 كان الغطاء الذهبي للنقد المصري (466) طناً من الذهب.. وفي بداية حكم السادات كان هناك (16) طناً من الذهب ، فأين ذهبت باقي الكمية (450) طناً ذهبياً ؟ .. وأين ذهبت مئات القصور التـي كان يقيم فيها أفراد أسرة محمد علي .. فالقصور الآن لا تزيد عن أصابع اليدين في القاهرة والإسكندرية.. تتبعوا يا سادة مسيرة رجال الثورة .. الأبناء .. والأحفاد الآن.. وستعرفون أين ذهبت القصور ومَن هُم المماليك الجدد الذين ظهروا على السطح.. اعرفوا أسماء مليونيرات مصر الآن .. وأثرياء المحروسة .. ستجدونهم كلهم أبناء ضباط ثورة يوليو وأحفادهم وأقاربهم.. أين ذهبت مجوهرات أسرة (محمد علي) التـي ملأوا منها حجرات ــ كما قال بعضهم في مذكراته ــ وأين ؟ وأين ؟... فالعجلة مستمرة رغم جهود بعض رجال الدولة الصادقة في وقف نزيف أموال مصر.. رغم جهود المخلصين .. يخرج رئيس الوزراء ليبشرنا أن حصيلة بيع الشركات 10.07 مليار جنيه .. منها 2.3 مليار للمعاش المبكر و3.5مليار للعاملين لسداد ديون الشركات.. و4.2 لوزارة المالية .. يعني مصر اتباعت بـ 4.2 مليار .. يا بلاش.. مين يشيل؟
أين تذهب أموال مصر؟ فنحن نتصدر قائمة إنتاج الغاز الطبيعي.. والسابع في البترول.. بالإضافة إلى السكر والأرز والتمر والملابس القطنية .. كل هذا الإنتاج المصري يغزو العالم.. عائد قناة السويس.. الملايين التـي تدخل في خزائن المرور يومياً.. الضرائب.. التليفونات.. المواصلات.. كل هذه المبالغ الطائلة التـي تُجمع من المصريين.. أعلى نسبة جمارك على مستوى العالم في مصر.. المطارات.. المواني .. الثروة السمكية.. الإنتاج الزراعي.. السياحة.. الثروة المعدنية المتنوعة والهائلة..
كل هذا ويبقى السؤال .. أين تذهب أموال مصر؟ لقد استولت الحكومة على معظم أموال التأمينات لتسديد مرتبات الموظفين ! .. فهل نُزعت البركة من إنتاجنا وأموالنا؟! فالفقير إلى الله ليس خبيراً اقتصادياً .. لكنني مواطن مصري يريد أن يعرف ويفهم.. أين تذهب أموالنا.. وأين الملايين التـي جمعوها منذ عدة سنوات لسداد ديون مصر التـي تضاعفت؟!! هل هي السرقة ؟ أم التبذير ؟ أم كلاهما؟ فالجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء يقول: إن الاقتصاد القومي يخسر 30 مليار جنيه سنوياً بسبب تجارة المخدرات (الأهرام 4/3/89) .. كما يتم إنفاق ما يقدر بـ 250 مليون جنيه في ليلة رأس السنة.. وحوالي 315 مليون جنيه في أطعمة الكلاب والقطط وأشياء تافهة أخرى!! وقد ذكرت جريدة الشعب في 1/2/1992م أن الجماهير العربية أنفقت 64 ألف مليون دولار على الخمور والمخدرات في ذلك العام.. أما حكاية بلاط الأرصفة الذي يتم تغييره كل عدة أشهر لسبب لا نعلمه فهي تدخل في نطاق مسرح العبث واللامعقول .. وربما لتسلية الجماهير المقهورة.. وفزورة ترميم الجامع الأزهر تجعلك (تلطم) على وجهك حتى يطلبوا لك القميص الأبيض بأزراره الخلفية.. شوية أسمنت وجير لترميم المسجد بـ 300 (ثلاثمائة) مليون..... دماغي!
أما السادة المستشارون في الوزارات المختلفة ــ ربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم ــ فهم أشبه بالأساطير .. ولا تملك إلا أن تطلب من والدتك أن تدعو لك كي تصبح مستشاراً في يوم من الأيام.. فالسيد المستشار حاجة كده شبه خيال الحقل.. يأتي الوزارة ليشرب القهوة أو لا يأتي على الإطلاق إلا في نهاية الشهر كي (يلهف) ما يزيد على عشرة آلاف جنيه.. وأي واحد من (الكبار) بعد أن يخرج للمعاش يطلب من صديقه أو نسيبه الوزير أن يبقى مستشاراً كي
يعطيهم خبرته!!.. فنجد مثلاً وزارة المالية بها 88 مستشاراً تزيد مرتباتهم شهرياً على المليون جنيه.. هذا في وزارة واحدة فقط.. لأنني لو تحدثت عن وزارة الزراعة فربما تقذف بهذا الكتاب بعيداً..
وإذا تحدثنا عن (شهادات محو الأمية) التـي يتم بيعها علناً أو المبالغ التـي تُدفع للتعيين في البترول والكهرباء والتليفونات.. فأرجوك لا تغضب.. فقد قُمت بمغامرة طريفة للعمل بوزارة البترول.. واكتشفت ما لا يخطر على بال.. ووجدتني أصل إلى مشارف حقل ألغام فانسحبت مرعوباً وأنا أردد:
الجبن حكمة.. أرجوك لا تسأل عن أموال مصر .. فقد بُح صوت الشرفاء وذوي الضمائر السامية.. ورحلوا دون أن يعرفوا إجابة السؤال .. وتكسّرت أقلام وأُغلقت صُحف.. وبقي المخلصون من الأحياء يرفعون شعار (السؤال لغير الله مذلّة) .. فلا تسأل.. فقد مات ضباط ثورة يوليو الذين يعرفون سر الذهب والقصور والأموال التـي اختفت.. وماتت القضية..
وعندما طَرحتُ هذا السؤال على (الدكتور المشاغب) !!: أين ذهبت أموال مصر؟
نظر إليّ وهو يضحك بصوته الأجش وقال: يـحمّــوك في كنكة...
No comments:
Post a Comment