وبعد أن لملم منتدى الشباب العربي بالجامعة الأمريكية (Tac) أوراقه العربية والبحث بين السطور عن هويتنا التائهة بين موجات المد والجزر، وحالات التقدم والانحسار لأنها بطبيعتها حركة أمة، وارتباط شعوب.. وروح الأمم لا تنتهي كما أن الشعوب لا تفنى.. قد تتغير المسميات أو تتبدل الكيانات السياسية والأشكال الدستورية.. ولكن (ذات) الأمة لا تغيب كما أن وجودها لا يتحول إلى عدم..
وتظل أزمة الهوية لغزاً صعب التفسير وقصة قادمة من العصور الوسطى عندما تصبح أزمة شخص.. بين الانحلال والرجعية.. الجمود والقفز فوق حصان القرن القادم.. لكن تبقى روح الشباب العربي التي تشدك إلى آفاق التفاؤل وقراءة وجه الشمس..
أزمة رأفت الـميهي :
عندما تشرفت بإدارة ندوات المؤتمر لم أكن أتخيل أنني سأدير محاضرة يطالب محاضرها الشباب بالفجور العام ولا أدري هل كان يظن المخرج رأفت الميهي أن شباب الجامعة الأمريكية سيصفقون له ويحملونه على الأكتاف
عندما أطلق صواريخ أفكاره الخاصة وكادت تحدث كارثة في المنتدى..
لقد تحولت المحاضرة إلى (أزمة رأفت الميهي) وأفكاره المتحررة جداً. فالرجل يطالب بالحرية الجنسية في وسائل الإعلام!!! وقال بكل بساطة (وإيه يعني)
هذا هو الحل الأمثل لمشكلات الأمة والخروج من الكبت لننطلق نحو آلة الإنتاج الضخمة!! (يجرا إيه لو شفت واحد وواحدة ........... ) .. وهنا تتحول الندوة إلى مشاجرات كلامية، وكاد الأمر أن يخرج من يدي وأنا أدير اللقاء بعد أن رد شباب الجامعة على المخرج بعنف ووضعوا أمام عينيه الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تصد جموحه الكلامي فاندهش الرجل من الثقافة الدينية للشباب الذي كان يظنه (أمريكياً) .. ثم يقفز بعدها إلى الهجوم على المخرج حسام الدين مصطفى، وقال إنه يقود هجمة فاشية على السينما العربية .. أما المخرجة إيناس الدغيدي ــ مخرجة أفلام العُري والدعارة ــ فقال عنها الأستاذ رأفت الميهي : إنها من أفضل المخرجين السينمائيين ، وأنها صاحبة رؤية متميزة ، وقد هاجم رأفت الميهي الفنان عادل إمام وقال: إنه لم يمثل بعد.. وعندما قاطعته تدارك الموقف وقال إن قدرات عادل إمام أكبر من كل أفلامه التي قدمها.. وكانت آخر صواريخ الميهي في المحاضرة مطالبته بحكومة تؤمن بالعلم وقال إننا كعرب لا نملك إلا حق النباح..
كوميديا يوسف عوف :
على النقيض تماماً كانت محاضرة المبدع والمهذب جداً الأستاذ/ يوسف عوف ــ مصنع الضحك المصري ــ والذي رفض في البداية أن يجلس على (المنصة) حتى يكون وسط الشباب ولكن أمام إصراري قام المبدع يوسف عوف ليجلس بجواري ساخراً كعادته: يعني هتقول إيه يعني..
اتهم يوسف عوف مسلسلات التليفزيون بالسذاجة والسطحية وأنها استطاعت أن تصيب المشاهد بهذه الأمراض!!
وقال عن الكوميديا العربية إنها مصرية الطعم والدم، وأنه تعامل مرة مع إحدى البلاد العربية لكتابة مسلسل كوميدي فكانوا يحذفون كلمة (روح يا شيخ) .. يشيلوا (شيخ) .. وضجت القاعة بالضحك وخاصة الشباب العربي والذين طالبوا الأستاذ يوسف عوف بتفادي مثل هذه الأشياء من أجل المشاهد العربي.
وعندما سأل أحد الشباب يوسف عوف عن مشكلات الخروج عن النص قال ساخراً: وهو فين النص اللي هيخرج عليه الممثل أصلاً.. وعن إجابته على سؤال يخص مسلسل (امرأة من زمن الحب) للفنانة سميرة أحمد شقيقة زوجته خيرية أحمد ؛ قال : إنه لا يتفق مع أسامة أنور عكاشة في محاولاته لطمس إنجازات الرئيس السادات والهجوم الدائم عليه لأسباب شخصية..
أستاذ الأدب العربي والخروج على النص:
الأستاذ الدكتور/ محمد حسن عبدالله ــ عَلَم من أعلام الأدب العربي ــ وعندما جاء في موعده قبل التاسعة صباحاً في يوم الجمعة وجد بالقاعة 5 أفراد فقال لي : (أنا هحاضر للكراسي واللا إيه ؟ إنت مُنسّق محتاج مُنسّق) والدكتور محمد حسن عبدالله رجل خفيف الظل .. كلماته لاذعة.. وعندما تحدثت معه قبل الندوة التي كان يشارك فيها الشاعر (خالد أمين) رئيس نادي الأدب بقصر ثقافة روض الفرج ــ اختلفنا حول قضية دينية شائكة فَضَحَتْ علمانيته المستترة.. وقد أثرى الندوة ــ رغم قلة الحضور في الصباح ــ وقال إنه لا يمكن
إغلاق الحدود الأدبية أمام الحدود السياسية ومنع التأثير والتأثر.. وعن الشعر قال: إن الشعراء قبل ثورة يوليو كانوا يعرفون ما يقولون (مولد الملك/ زواجه/ جلوسه على العرش) وهكذا ؛ لكن بعد الثورة أصبح هناك 40 ملكاً وظل يردد المقولة الغربية (الليث عدة خراف مهضومة) .. وتطرق الدكتور للانكسار العربي بعد هزيمة يونيو والذي مازلنا نجني ثماره للآن..
ويستكمل معه الشاعر (خالد أمين) والذي كان متضايقاً لقلة الحضور في الندوة ــ تاريخ الشعر العامي المصري ، وقال إن العامية هي لغة المباشرة ــ أي لغة الشارع ــ وأن أمي بتصحيني الصبح تقول لي : (قوم دي الشمس بتحبي على الحيط ) .. وسرد الشاعر خالد أمين حكاية العامية من (ابن عروس) حتى (فؤاد حداد) ، ثم تطرق لصلاح جاهين والذي ارتقى بالعامية في شكل رباعيات :
سرداب في مستشفى الولادة طويل
صرخات بُكا ورا كل باب وعويل
وفي الطريق متزوقين البنات
متزوقين للحب والمواويل
عُكاشة وبكري:
في الحفلة الافتتاحية بقاعة (إيوارت) أمسك الأستاذ/ مصطفى بكري بالأوراق في يده وظل يقرأ منها كخطيب مسجد القرية في الأربعينيات.. وتطرق لموضوعات بعيدة تماماً عن أزمة الهويّة ولا أدري ما دخل فستان مونيكا بقضيتنا .. ومع احترامي للأستاذ/ مصطفى بكري ــ إلا أن الأخطاء النحوية الواضحة جداً في حديثه أخجلتني وأتمنى أن يتفاداها مستقبلاً.. والأستاذ/مصطفى صعيدي جدع ، وعندما دعوته أنا وزميلي (أيمن هدهود) في مكتبه بجريدة الأسبوع لمنتدى الشباب العربي رحب الرجل.. وكانت جريدته من أكثر الإصدارات تغطية للمنتدى.. أما أسامة أنور عكاشة فقد تكلم ببساطة عن أزمة الهوية العربية بلهجة عامية تحسب عليه هنا في مؤتمر عربي..
د/ أيمـن نـــور :
كعادته دائماً مثير للجدل رغم هدوئه وقد كان للقفشة الحقيقية التـي قالها في محاضرته أثرها وظلت تتردد بين الشباب ورددها معظم المحاضرين في الندوات وعلقوا عليها ، وقد قال أيمن نور: إنه يأتي باثنين مخبرين ليحضرا مؤتمراته الحزبية بعد أن سأم الاستدعاءات إلى النيابة بعد كل مؤتمر حزبي حتى إنه أصبح صديقاً للمخبرين ويقوم بإراحتهم فيستدعيهم بنفسه ليسجلا ما يقول حتى يرتاح هو من عناء الاستفهامات في النيابة.. وهنا تحولت القاعة في المحاضرة السياسية إلى مسرح فكاهي يضجّ بالضحك .. وهكذا أيمن نور يسرق الأضواء أينما ذهب..
رئيس وزراء مصر الأسبق:
الدكتور/ عبدالعزيز حجازي رئيس وزراء مصر الأسبق ــ وفي فترة من أصعب فتراتها حتى خرجت الجماهير في 1973 تقول (حجازي بيه يا حجازي بيه كيلو اللحمة بقت بجنيه) .. ولو كانت تلك الجماهير تعرف ما سوف تصل إليه أسعار اللحوم الآن ... المهم .. تناول الدكتور حجازي مستقبل الاقتصاد العربي في ظل النظام العالمي الجديد، وعندما ذكر كلمة اقتصاد إسلامي انتقل الموضوع تماماً إلى الشاطئ الآخر وكان هجوم الاستفسارات من الطلبة والطالبات عن مستقبل الاقتصاد الإسلامي حتى إن الدكتور عبدالعزيز حجازي اندهش وقال : لماذا تركزون على هذه النقطة فقط..
وقد أعلن د. عبدالعزيز حجازي أن الانفتاح بدأ على يده في عهد جمال عبدالناصر.. عندما كان وزيراً .. ولكن صورته لم تكتمل وتتفعل إلا في عهد السادات.. عندما كان د. حجازي رئيساً للوزراء..
الشباب العربي هو الحـل:
حميمية اللقاء كانت أجمل ما في منتدى الشباب العربي.. تجعلك تشعر بقيمة الدم وأنه لا توجد هناك أزمة هوية عربية مادام هذا الشباب المثقف والرائع يعزف على أوتار القلوب الـمُحبة وكما قال الشاب الموريتاني في حفل الختام (إن أشد ما يحزنني أنني لن أرى هذه الوجوه غداً ).
ويلملم المؤتمر أوراقه لكن تبقى في جدار القلب سطور الصحبة.. الشباب الموريتاني الذي بهرني بثقافته وهو القادم من هذه البلاد المنسية.. (مصطفى ) و(بيت الله) .. وغيرهم .. والموسوعة الفلسطينية المتحركة (زينات أبو شاويش) والمثقفة الرقيقة (أروى) اليمنية.. وشباب مصر الرائع..
وبعد.. فمن أجل أمة عربية فاعلة تمارس دوراً حضارياً في عالمنا المعاصر.. أمة عربية قادرة على أن تبرأ من رنين اللفظ حتى لا يصفها الغير بأنها (ظاهرة صوتية) .. أمة صادقة مع نفسها.. تقول ما تؤمن به .. حتى لا يتهمها الآخرون بازدواج الشخصية.. أمة إيجابية تسعى إلى الأخذ والعطاء مع الدنيا من حولها دون تعصب أو انحياز ودون عفوية أو اندفاع..
من أجل ذلك كله كان منتدى الشباب العربي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة
Arab Youth Forum (AYF).
وتظل أزمة الهوية لغزاً صعب التفسير وقصة قادمة من العصور الوسطى عندما تصبح أزمة شخص.. بين الانحلال والرجعية.. الجمود والقفز فوق حصان القرن القادم.. لكن تبقى روح الشباب العربي التي تشدك إلى آفاق التفاؤل وقراءة وجه الشمس..
أزمة رأفت الـميهي :
عندما تشرفت بإدارة ندوات المؤتمر لم أكن أتخيل أنني سأدير محاضرة يطالب محاضرها الشباب بالفجور العام ولا أدري هل كان يظن المخرج رأفت الميهي أن شباب الجامعة الأمريكية سيصفقون له ويحملونه على الأكتاف
عندما أطلق صواريخ أفكاره الخاصة وكادت تحدث كارثة في المنتدى..
لقد تحولت المحاضرة إلى (أزمة رأفت الميهي) وأفكاره المتحررة جداً. فالرجل يطالب بالحرية الجنسية في وسائل الإعلام!!! وقال بكل بساطة (وإيه يعني)
هذا هو الحل الأمثل لمشكلات الأمة والخروج من الكبت لننطلق نحو آلة الإنتاج الضخمة!! (يجرا إيه لو شفت واحد وواحدة ........... ) .. وهنا تتحول الندوة إلى مشاجرات كلامية، وكاد الأمر أن يخرج من يدي وأنا أدير اللقاء بعد أن رد شباب الجامعة على المخرج بعنف ووضعوا أمام عينيه الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تصد جموحه الكلامي فاندهش الرجل من الثقافة الدينية للشباب الذي كان يظنه (أمريكياً) .. ثم يقفز بعدها إلى الهجوم على المخرج حسام الدين مصطفى، وقال إنه يقود هجمة فاشية على السينما العربية .. أما المخرجة إيناس الدغيدي ــ مخرجة أفلام العُري والدعارة ــ فقال عنها الأستاذ رأفت الميهي : إنها من أفضل المخرجين السينمائيين ، وأنها صاحبة رؤية متميزة ، وقد هاجم رأفت الميهي الفنان عادل إمام وقال: إنه لم يمثل بعد.. وعندما قاطعته تدارك الموقف وقال إن قدرات عادل إمام أكبر من كل أفلامه التي قدمها.. وكانت آخر صواريخ الميهي في المحاضرة مطالبته بحكومة تؤمن بالعلم وقال إننا كعرب لا نملك إلا حق النباح..
كوميديا يوسف عوف :
على النقيض تماماً كانت محاضرة المبدع والمهذب جداً الأستاذ/ يوسف عوف ــ مصنع الضحك المصري ــ والذي رفض في البداية أن يجلس على (المنصة) حتى يكون وسط الشباب ولكن أمام إصراري قام المبدع يوسف عوف ليجلس بجواري ساخراً كعادته: يعني هتقول إيه يعني..
اتهم يوسف عوف مسلسلات التليفزيون بالسذاجة والسطحية وأنها استطاعت أن تصيب المشاهد بهذه الأمراض!!
وقال عن الكوميديا العربية إنها مصرية الطعم والدم، وأنه تعامل مرة مع إحدى البلاد العربية لكتابة مسلسل كوميدي فكانوا يحذفون كلمة (روح يا شيخ) .. يشيلوا (شيخ) .. وضجت القاعة بالضحك وخاصة الشباب العربي والذين طالبوا الأستاذ يوسف عوف بتفادي مثل هذه الأشياء من أجل المشاهد العربي.
وعندما سأل أحد الشباب يوسف عوف عن مشكلات الخروج عن النص قال ساخراً: وهو فين النص اللي هيخرج عليه الممثل أصلاً.. وعن إجابته على سؤال يخص مسلسل (امرأة من زمن الحب) للفنانة سميرة أحمد شقيقة زوجته خيرية أحمد ؛ قال : إنه لا يتفق مع أسامة أنور عكاشة في محاولاته لطمس إنجازات الرئيس السادات والهجوم الدائم عليه لأسباب شخصية..
أستاذ الأدب العربي والخروج على النص:
الأستاذ الدكتور/ محمد حسن عبدالله ــ عَلَم من أعلام الأدب العربي ــ وعندما جاء في موعده قبل التاسعة صباحاً في يوم الجمعة وجد بالقاعة 5 أفراد فقال لي : (أنا هحاضر للكراسي واللا إيه ؟ إنت مُنسّق محتاج مُنسّق) والدكتور محمد حسن عبدالله رجل خفيف الظل .. كلماته لاذعة.. وعندما تحدثت معه قبل الندوة التي كان يشارك فيها الشاعر (خالد أمين) رئيس نادي الأدب بقصر ثقافة روض الفرج ــ اختلفنا حول قضية دينية شائكة فَضَحَتْ علمانيته المستترة.. وقد أثرى الندوة ــ رغم قلة الحضور في الصباح ــ وقال إنه لا يمكن
إغلاق الحدود الأدبية أمام الحدود السياسية ومنع التأثير والتأثر.. وعن الشعر قال: إن الشعراء قبل ثورة يوليو كانوا يعرفون ما يقولون (مولد الملك/ زواجه/ جلوسه على العرش) وهكذا ؛ لكن بعد الثورة أصبح هناك 40 ملكاً وظل يردد المقولة الغربية (الليث عدة خراف مهضومة) .. وتطرق الدكتور للانكسار العربي بعد هزيمة يونيو والذي مازلنا نجني ثماره للآن..
ويستكمل معه الشاعر (خالد أمين) والذي كان متضايقاً لقلة الحضور في الندوة ــ تاريخ الشعر العامي المصري ، وقال إن العامية هي لغة المباشرة ــ أي لغة الشارع ــ وأن أمي بتصحيني الصبح تقول لي : (قوم دي الشمس بتحبي على الحيط ) .. وسرد الشاعر خالد أمين حكاية العامية من (ابن عروس) حتى (فؤاد حداد) ، ثم تطرق لصلاح جاهين والذي ارتقى بالعامية في شكل رباعيات :
سرداب في مستشفى الولادة طويل
صرخات بُكا ورا كل باب وعويل
وفي الطريق متزوقين البنات
متزوقين للحب والمواويل
عُكاشة وبكري:
في الحفلة الافتتاحية بقاعة (إيوارت) أمسك الأستاذ/ مصطفى بكري بالأوراق في يده وظل يقرأ منها كخطيب مسجد القرية في الأربعينيات.. وتطرق لموضوعات بعيدة تماماً عن أزمة الهويّة ولا أدري ما دخل فستان مونيكا بقضيتنا .. ومع احترامي للأستاذ/ مصطفى بكري ــ إلا أن الأخطاء النحوية الواضحة جداً في حديثه أخجلتني وأتمنى أن يتفاداها مستقبلاً.. والأستاذ/مصطفى صعيدي جدع ، وعندما دعوته أنا وزميلي (أيمن هدهود) في مكتبه بجريدة الأسبوع لمنتدى الشباب العربي رحب الرجل.. وكانت جريدته من أكثر الإصدارات تغطية للمنتدى.. أما أسامة أنور عكاشة فقد تكلم ببساطة عن أزمة الهوية العربية بلهجة عامية تحسب عليه هنا في مؤتمر عربي..
د/ أيمـن نـــور :
كعادته دائماً مثير للجدل رغم هدوئه وقد كان للقفشة الحقيقية التـي قالها في محاضرته أثرها وظلت تتردد بين الشباب ورددها معظم المحاضرين في الندوات وعلقوا عليها ، وقد قال أيمن نور: إنه يأتي باثنين مخبرين ليحضرا مؤتمراته الحزبية بعد أن سأم الاستدعاءات إلى النيابة بعد كل مؤتمر حزبي حتى إنه أصبح صديقاً للمخبرين ويقوم بإراحتهم فيستدعيهم بنفسه ليسجلا ما يقول حتى يرتاح هو من عناء الاستفهامات في النيابة.. وهنا تحولت القاعة في المحاضرة السياسية إلى مسرح فكاهي يضجّ بالضحك .. وهكذا أيمن نور يسرق الأضواء أينما ذهب..
رئيس وزراء مصر الأسبق:
الدكتور/ عبدالعزيز حجازي رئيس وزراء مصر الأسبق ــ وفي فترة من أصعب فتراتها حتى خرجت الجماهير في 1973 تقول (حجازي بيه يا حجازي بيه كيلو اللحمة بقت بجنيه) .. ولو كانت تلك الجماهير تعرف ما سوف تصل إليه أسعار اللحوم الآن ... المهم .. تناول الدكتور حجازي مستقبل الاقتصاد العربي في ظل النظام العالمي الجديد، وعندما ذكر كلمة اقتصاد إسلامي انتقل الموضوع تماماً إلى الشاطئ الآخر وكان هجوم الاستفسارات من الطلبة والطالبات عن مستقبل الاقتصاد الإسلامي حتى إن الدكتور عبدالعزيز حجازي اندهش وقال : لماذا تركزون على هذه النقطة فقط..
وقد أعلن د. عبدالعزيز حجازي أن الانفتاح بدأ على يده في عهد جمال عبدالناصر.. عندما كان وزيراً .. ولكن صورته لم تكتمل وتتفعل إلا في عهد السادات.. عندما كان د. حجازي رئيساً للوزراء..
الشباب العربي هو الحـل:
حميمية اللقاء كانت أجمل ما في منتدى الشباب العربي.. تجعلك تشعر بقيمة الدم وأنه لا توجد هناك أزمة هوية عربية مادام هذا الشباب المثقف والرائع يعزف على أوتار القلوب الـمُحبة وكما قال الشاب الموريتاني في حفل الختام (إن أشد ما يحزنني أنني لن أرى هذه الوجوه غداً ).
ويلملم المؤتمر أوراقه لكن تبقى في جدار القلب سطور الصحبة.. الشباب الموريتاني الذي بهرني بثقافته وهو القادم من هذه البلاد المنسية.. (مصطفى ) و(بيت الله) .. وغيرهم .. والموسوعة الفلسطينية المتحركة (زينات أبو شاويش) والمثقفة الرقيقة (أروى) اليمنية.. وشباب مصر الرائع..
وبعد.. فمن أجل أمة عربية فاعلة تمارس دوراً حضارياً في عالمنا المعاصر.. أمة عربية قادرة على أن تبرأ من رنين اللفظ حتى لا يصفها الغير بأنها (ظاهرة صوتية) .. أمة صادقة مع نفسها.. تقول ما تؤمن به .. حتى لا يتهمها الآخرون بازدواج الشخصية.. أمة إيجابية تسعى إلى الأخذ والعطاء مع الدنيا من حولها دون تعصب أو انحياز ودون عفوية أو اندفاع..
من أجل ذلك كله كان منتدى الشباب العربي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة
Arab Youth Forum (AYF).
No comments:
Post a Comment