Friday, October 19, 2007

التنجيم السينمائي واللعبة القذرة

في 28 ديسمبر 1895 (بباريس) ظهر للدنيا أول عرض سينمائي تجاري صامت، وصار حديث الناس في أنحاء المعمورة.. حتى انطلقت السينما الناطقة وسيطرت على مفردات الحياة الاجتماعية والسياسية تماماً.. ولم تكن جماهير السينما وعشاق (الفن السابع) قد أدركوا حقيقة الأمر مع انتصاف القرن العشرين.. فالفيلم السينمائي لم يكن قد وصل إلى مرحلة النضج بعد .. والرؤية ضبابية وغير مكتملة.. ولم يكن حتى بعض نجوم الفن يدركون أن السينما لعبة مخابرات.. وتوجيه.. وسياسة.. وأنها ظهرت وانتشرت على يد أثرياء اليهود الذين وضعوها على رأس (البروتوكولات) الشهيرة لتحقيق مآربهم والتمهيد لأهدافهم.. فظهرت السينما في مصر أيضاً على يد يهود.. استطاعوا بنجاح كبير أن يضعوا السمّ في العسل وأن يشيعوا بين المصريين بعض المصطلحات والألفاظ التي تناقض ثوابت العقيدة وعادات المجتمع بداية من (شبشب زنوبة وخدّوجة!!) حتى أفلام الانحلال .. وبدلة الرقص! .. وعندما يظهر (علي الكسار) في فيلم (سلفني 3 جنيه) أثناء مباراة للملاكمة وخلفه نجمة داود فهي ليست مصادفة.. فاستغلال نجوم الفن المصري بواسطة المنجّمين والمخرجين اليهود الذين كانوا يفهمون اللعبة جيداً.. ابتداءً من داود حسني والمخرج توجو مزراحي حتى ليلى مراد ــ التي أسلمت بعد ذلك ــ ومنير مراد وراقية إبراهيم (التي مثلت مع عبدالوهاب في فيلم الوردة البيضاء) وكانت تعمل مع الموساد الإسرائيلي.. ثم النجم الشهير (ميشيل شلهوب) الذي أعلن إسلامه كي يتزوج من الممثلة فاتن حمامة وسمى نفسه (عُمر الشريف) وقد ارتدّ بعد طلاقه من الممثلة المذكورة لكنه لم يعد للديانة اليهودية أو غيرها!!!
كان هذا الاستغلال في تلك الفترة سمة رئيسية .. حتى قيام ثورة 1952 لتنتقل السينما المصرية إلى التبعية الشيوعية ثم الاشتراكية وأخيراً في براثن الأمركة التي فاقت كل أخطار الدنيا مجتمعة !!!
بدأت لعبة التنجيم السينمائي في 1913 بفيلم (حياة اليهود في أرض الميعاد) ثم (زوجة الهندي) في نفس العام.. وفي 1927 ظهر فيلم (ملك الملوك) وتوالت هذه السلسلة من هوليود تبشر اليهود بالعودة إلى أرض الميعاد (فلسطين) وتمهد الأرض لما سيحدث في 1948 !!
بدأت السينما الإسرائيلية تخطو أولى خطواتها في 1949 بفيلم (التل 24
لا يرد) ويتحدث عن قيام إسرائيل وحقها المشروع في الأرض ! ثم كانت مجموعة الأفلام التي تدعو إلى التوسع وأكذوبة من النيل للفرات في (غيوم فوق إسرائيل) 1956 و (التوراة في البداية) 1966 ، و (حائط أورشليم) 1969... وقد تحققت سيناريوهات هذه الأفلام على أرض الواقع.. وخطوة للوراء في 1932 عندما ظهر فيلم (عازف الكمان على السطح) لم يحقق أي نجاح سينمائي ولكن أحداث الفيلم التي تحكي عن هجرة اليهود السوفيت إلى إسرائيل والتفاصيل التي نعرفها جميعاً عن أحداث هذا التهجير وما صاحَبَه من ضجة إعلامية عالمية.. طابق السيناريو الواقع !
إنه التنجيم العصري الذي لا يقرأ الكف ولا الفنجان وإنما يروّض شاشات السينما لتمهد للأحداث الـمُعدّة سلفاً.. ليرى رد الفعل الذي يبنى عليه خططه المستقبلية.. لكن على أرض الواقع.. فلم يكن فيلم (الصعود إلى القمر) الذي سبق صعوده الفعلي بأقل من عام مجرد مصادفة.. ولم يكن ظهور الفيلم الأمريكي (الوباء) قبل ظهور مرض (الإيبولا) بثمانية أشهر فقط – مجرد خيال علمي مأخوذ عن قصة المؤلف الأمريكي (ريتشارد بيترسون) منطقة الخطر.... ولم يكن فيلم (ذيل الكلب) الذي سبق أحداث كلينتون ومونيكا ويحكي عن رئيس أمريكي يريد تغطية فضائحه الجنسية بضرب دولة إسلامية.. أيضاً مصادفة.. فقد تم ضرب عدة مناطق بالسودان ومنها مصنع الأدوية الذي أثار تدميره غضبة كبيرة .. أما فضيحة الرئيس الأمريكي وحكاية (مونيكا) فهي معروفة للجميع.
ويُعرض بالولايات المتحدة منذ سبتمبر 1998 فيلم عن الإرهاب.. يحكي بأن أمريكا قد انتشر فيها الإرهاب بصورة كبيرة فأصدرت الإدارة الأمريكية قراراً بالقبض على كل من يقول لا إله إلا الله داخل الولايات المتحدة الأمريكية.. وإنا لمنتظرون!
في 1986 ظهر فيلم (خماسين) وحقق نجاحاً منقطع النظير في الأوساط اليهودية ونال جائزة الليكود للثقافة الكبرى وكانت فكرة الفيلم تقول : (إن إسرائيل نجحت في التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين. ولكن الشعب الإسرائيلي بعد ذلك شعر بخطورة الأمر فتتحرك مجموعة منهم لإنقاذ إسرائيل ويقومون بعمليات عنف وإرهاب كبرى فيعمّ الذعر الأرض المحتلة ويفر الفلسطينيون إلى البلاد العربية ليفسحوا الطريق لليهود الجدد من أنحاء العالم!!! ) ..
أما الطامة الكبرى والتي سيتوقف عندها التاريخ طويلاً .. ما حدث في الغزو العراقي للكويت.. في العدد 353 من مجلة العربي الكويتية – وهذا العدد في مكتبتي – إبريل 1988 موضوع بعنوان (العربيّ كما تراه هوليود) للكاتب اللبناني (د/ جاك شاهين) يسخر فيه من فيلم أمريكي ظهر في 1984 اسمه (الدفاع الأفضل) يصور كيف يقوم الجيش العراقي بمهاجمة الكويت وطريقة السلب والنهب.. وأن الكويت استنجدت بأمريكا لحمايتها.. حتى إن الفيلم ذكر تفاصيل هروب السيارات الكويتية في الصحاري السعودية والأردنية !! ومعاناة هذه السيارات في الرمال.. وذكر الفيلم تفاصيل دقيقة حدثت بعد ذلك في اليوم الثاني من أغسطس 1990 وما بعده تماماً !! وهكذا يكون التنجيم السينمائي الأمريكي القذر والمدروس في منطقتنا العربية والإسلامية على مرأى ومسمع من الجميع وبشكل يدعو للأسى بعد أن أصبحت خريطتنا صيداً سهلاً لكل المنجمين.. وبلا استثناء.. فعندما يظهر فيلم مثل (دراكولا) 1999 للمخرج الأمريكي (فرانسيس فورد كوبولا) يُقدم من خلال رؤية سينمائية .. مفهوم (صِدام الحضارات) لـ صمويل هنتنجتون الذي يجعل من الإسلام العدو الأوحد والخطر المدمر بعد زوال الشيوعية.. وبعد أن أطلق مخرج الفيلم كلماته التي تحمل الكثير (الفيلم السياسي لا يناقش السياسة، بل هو الفيلم الذي يغيّر رأي الناس تجاه موضوع محدد) .. كل ذلك يجب أن يجعلنا نعي جيداً أننا أصبحنا الهدف... والغزال الذي تلاحقه كل كلاب الصيد.. فماذا نحن فاعلون؟!!

No comments: