Friday, October 19, 2007

تكنولوجيا

كانت أصوات جموع المصلين في صلاة العيد بساحة مسجد مصطفى محمود تزلزل المنطقة وهي تردد شعاراتها الإسلامية حين توقف صوت الميكروفون وفشل الحاضرون في إصلاح ما أصاب هذا الجهاز.. وهنا قال الخطيب الجسور الشيخ محمد الغزالي ~ أتريدون أن تحرروا القدس وترفعون راية هذا الدين وأنتم لا تستطيعون إصلاح هذا الجهاز الذي يعتبر (ألف .. باء ) التكنولوجيا؟!
رحم الله الشيخ العملاق (محمد الغزالي) .. لا أدري لماذا تذكرت كلماته تلك وأنا أسمع عن التهمة الموجهة لسفير أمريكا في إسرائيل (مارتن إنديك) وتعامله الفوضوي مع معلومات سرية خلال أجهزة كمبيوتر غير سرية!!!!! وعشر علامات تعجب من عندي كمان ــ نعم أجهزة كمبيوتر غير سرية .. وهنا بيت القصيد.. فالتكنولوجيا التي نتعامل بها في حياتنا اليومية تكنولوجيا مستوردة بعد أن توقف العقل العربي وانحصرت اهتماماته في العروش والكروش والفروش وترك أدق أسرار دفاعاته وحياته للريح والهواء الطلق.. فالكاتب الألماني (أيرش شميد إينبوم) والذي أعلن في 15/2/1997 عن المرسل الصغير الذي تزرعه أمريكا في لوحة الرقائق ووحدة المعالجة المركزية لأجهزة الكمبيوتر التي يتم تصديرها للمنطقة العربية مما يسهل نقل جميع المعلومات الموجودة في الجهاز إلى كمبيوتر مركزي عبر الأقمار الصناعية.. لم يكن الكاتب الألماني يمزح!!! وما أثارته فرنسا حول نظام (إشلون) الأمريكي الذي يتجسس على جميع أنظمة وسائل الاتصال في العالم!!! يجعلنا نتوقف قليلاً.. فالأمر أكبر من الدهشة والتعجب .. فمن يملك التكنولوجيا .. يملك كل شيء.. فقد انفرط عقد الاتحاد السوفيتي ولكن بقيت وريثته روسيا كالشوكة في ظهر أمريكا لأنها تملك التكنولوجيا والتكنولوجيا فقط .. فالصانع أدرى بصنعته وأسرارها .. يسخرها لخدمته وأحلامه.. وباعتمادنا على تكنولوجيا الآخرين نكون كالأبله الذي يفكر بصوت مسموع..
إذن (القلم الكوبيا) والأرشيف المليء بالفئران أرحم وأفضل من جهاز كمبيوتر خائن يهدي أسراري لصانعه.. حتى يأتي اليوم الذي نصبح فيه (الصانع) .. وعندها تتحول دفة الأمور نحو بحور يجب أن نتجاوزها من زمن.. ومعلومات بسيطة نجهلها عن (ألف .. باء) تكنولوجيا بين أيدينا.. فكل جهاز سواء كان (تليفزيون) أو تليفوناً أو حتى ترانزستور له (رقم) خاص به ومن السهل التعامل معه من بُعد ، فالذين نقلوا الكهرباء بأسلوب ذبذبات الأثير والميكروويف من السهل عليهم أن يجعلوا كل أجهزة منزلك تتجسس عليك.. وأن يكون تليفونك المحمول هو الموت المحمول.. كما حدث مع الشهيدين الفلسطينيين (فتحي الشقاقي.. ويحيى عياش) وآخرين في منطقتنا العربية المغلوبة على أمرها .. ولذا فأنا لم أندهش وأنا أسمع عن تسجيل اجتماعات كاملة لإحدى النقابات عن طريق التليفون المغلق وهي لعبة بسيطة يستوعبها أصغر (عيل) في مدرسة الصناعة عن طريق (الجاك) فتجعل التليفون يسجل والسماعة فوقه!!! و (هورن الميكروفون) الموجود في الشارع يقوم بدور السماعة!!! عزيزي انتبه .. فالتكنولوجيا تحاصرك.. والتليفون أيضاً !!

No comments: