إنها الحادية عشرة والربع مساءً.. ماذا حدث ؟ .. كل ما يتذكره أنه كان يسير في هذا المكان .. وكانت الساعة لم تتجاوز التاسعة.. إنه في كامل قوته وأناقته.. مرت أكثر من ساعتين!! ماذا حدث فيهما ؟ (140) دقيقة تقريباً مازال يبحث عنها صديقنا منذ شتاء 1996 في قلب (المعادي) بالقاهرة.. اختفى قبل التاسعة.. وانتبه في الحادية عشرة والربع.. لا يعرف أين ذهب؟ وماذا حدث؟
نقوده ، هندامه، كامل قواه، (ميدالية) المفاتيح في يده !! كل شيء كما هو.. أين اختفى صاحبنا؟ ولماذا ؟ وكيف؟ .. إنه لغز الكون العجيب.. والذي لا يعرف أسراره إلا خالقه.
يختفي القلم من على المنضدة أمامنا.. ونظل نبحث عنه حتى نفقد الأمل.. وبعد ذلك تجده مكانه.. فتتهم نفسك بالبلاهة.. وتظل تبحث في جيوب (بنطلونك) عن ورقة وضعتها بنفسك ومتأكد من ذلك .. فلا تعثر عليها.. ثم بعد ذلك تجدها في نفس (الجيب) الذي وضعتها فيه.. وعندما تضع كتاباً ما في مكان محدد بمكتبتك التـي لا يستخدمها سواك .. ثم تكتشف بعد ذلك وأنت تبحث عن هذا الكتاب أنه أصبح في مكان آخر!! .. فلا تنزعج.. ولا تقلق..
ولا تتهم نفسك بالإهمال..
فالحقيقة أن هذه الأشياء اختفت فعلاً.. ثم عادت مرة أخرى.. وذلك هو السر الذي حيّر كل علماء الطبيعة.. لماذا تختفي الأشياء ثم تعود؟ وأين تذهب؟ هل هي مشاكسة و(هزار) من الجن – كما يقول البعض – أم أنها قوى خارقة لا ندري عنها شيئاً؟! وهل هناك تناقض بين القوى الخارقة التـي يعطيها الله لبعض البشر وبين حُرمة التنجيم؟! وإذا كان رب العزة أعطى هذه (القدرات) لبعض خلقه من الناس.. فلماذا حرّم قراءة الطالع أو المستقبل؟! .. استفهامات لا أعرف إجابتها.. وأنا أُبحر في كتاب (ميشيل نوسترا داموس) أشهر المنجمين الذين ظهروا على وجه الأرض.. منذ القرن السادس عشر.. وقد تحققت نبوءاته الواحدة تلو الأخرى.. فلا تندهش.. وهو يقول عن الثورة الفرنسية: (قبل الحرب سيسقط الجدار.. الملك سيعدم وموته سريع ...) والجدار هو سجن الباستيل.. وقد تم بالفعل إعدام ملك فرنسا وزوجته (ماري أنطوانيت) 1792م.
إن ما قاله (ميشيل نوسترا داموس) في كتابه (قرون) 1547.. يثير الدهشة والحيرة معاً .. فقد تنبأ الرجل بظهور (نابليون) وحدد السنة ثم (هتلر) وذكره بالاسم.. وعلمانية تركيا على يد (كمال أتاتورك) .. ثم حكاية (لينين) .. وظهور إسرائيل.. يقول: (القادمون يحتلون ويأخذون الحقول والمنازل والأرض.. ومجاعة وحروب لمدة طويلة ... سيحتلون أراضٍ جديدة في سوريا والأردن وفلسطين).. ويقول في نبوءة عن (الخوميني) : ”حرب لا تتوقف في فارس.. سينتهي المَلِك على يد الكاهن“ ويقصد (الخوميني)..
أما (صدام حسين) فقد أفرد له (داموس) العديد من الصحفات:
(ملك أوربا يأتي كالنسر مصحوباً بأهل الشمال.. يقود جيشاً من الأحمر والأبيض يذهبون ضد ملك بابل) .. وبابل هي العراق.. أما ملك أوربا فهو الرئيس الأمريكي .. فالولايات المتحدة المكتشفة حديثاً هي خليط من اللصوص والقراصنة وأراذل البشر.. جاءوا من أوربا واستقروا بالقارة الأمريكية..
والكتاب مليء بالعجائب التـي تزلزل الجسد وتشلّ التفكير.. فما قاله (ميشيل نوسترا داموس) من حوالي خمسمائة سنة يحدث الآن بالتفصيل..
لكن كيف توصل (داموس) لذلك؟ .... الدكتور/ شرف الدين الأعرجي.. في كتابه (دراسة في تنبؤات نوسترا داموس) طبعة بيروت .. يقول: إن (ميشيل نوسترا داموس) كان يعيش في العراق ، ويعمل بمهنة الطب، وقد اطّلع على كُتب المسلمين التـي لم تصل إلينا بسبب سقوط بغداد بعد ذلك على يد (هولاكو) .. وكانت بغداد هي مقر الخلافة وبها أمهات الكتب الإسلامية.. وحديث (حذيفة بن اليمان) الذي شاء الله ألاّ يصل إلينا – وقد ورد في البخاري عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وحذيفة بن اليمان } يقول حذيفة : (إن النبي ص أخبر الصحابة بما هو كائن إلى يوم القيامة قرناً قرناً.. وأنه سمى أسماء الرجال وآباءهم).. وشاء الله أن ينسى الصحابة هذا الحديث .. إلا حذيفة بن اليمان – صاحب سر رسول الله ص - وتظل حيرتي قائمة حتى قرأت ما كتبه الأستاذ/ محمد عيسى داود في كتابه (المهدي المنتظر على الأبواب) يقول: ( لقد اعترف [نوسترا داموس] أن جده سرق مخطوطات لا تقدر بمجوهرات الكون من بغداد ومصر وعكف على دراستها باللغة العربية – التـي كان يجيدها [ داموس] ... ) وهنا ينكشف اللغز كله؛ فقد سرق جد ميشيل نوسترا داموس كنوز الرسول من مقر الخلافة التـي كان يعمل طبيباً بها.. ومنها أحاديث الملاحم عن النبي ص التـي اختفت تماماً – واغترف داموس من هذه الأحاديث ونسبها لنفسه مع بعض الإضافات للغموض!
والذي يُبحر في تاريخ الدنيا يجد العجب.. ولا يملك إلا أن يقول: سبحان الله. فقد ظلت أم حاكم مصر (طومان باي) تبحث عنه بعد أن سرقه النخاسون وباعوه.. ظلت 30 عاماً .. وعندما عرفت بمكانه وأنه أصبح حاكماً لمصر جاءت الأم المجاهدة إلى ابنها .. ولكنها لم تره.. فقد شنقه السلطان (سليم الأول) بعد أن احتل مصر في يوم وصولها.. وتروي كتب التاريخ أن حبل المشنقة قُطع 3 مرات أثناء شنق الرجل الصالح (طومان باي) في واقعة لم تتكرر في تاريخ البشرية..
أما في عالم الفن.. فنجد أن عرافة لبنانية تنبأت بمصرع (عمر خورشيد) في حادث سيارة وأن قارئة فنجان توقعت للممثلة (ناهد شريف) أنها ستموت بالسرطان.. وهي نفسها التـي قالت للفنان (رشدي أباظة) أن نهايته اقتربت.. فسارع رشدي أباظة ببناء مقبرته بنفسه في منطقة الهرم.. وظل يشرف عليها حتى مات..
وفي عالم الرياضة .. نجحت العرافة الشهيرة أن تتوقع فوز الأهلي بستة أهداف على الزمالك.. وبموت صالح سليم.. وباسم هداف الدوري في السنوات الماضية كلها.. بل إن نفس العرافة ذكرت نتائج مباريات مصر في كأس العالم 1990م.
أما عالم السياسة الغريب.. فنجد معظم حكام الغرب يؤمنون بالتنجيم وكان على رأسهم الرئيس الأمريكي (ريجان) والفرنسي (ميتران).. وعندما زار الرئيس الأمريكي الأسبق (كارتر) مصر في منتصف السبعينيات كان أول
ما طلبه (كارتر) وسأل عنه .. سيدة غجرية تعيش في منطقة نزلة السمان بالهرم.. واندهش المصريون .. حتى كشف (كارتر) عن السر وقال: إنه زار مصر في الستينيات وقبل أن يفكر في الترشيح للرئاسة.. وتقابل مع هذه السيدة التـي تنبأت له بأنه سيصبح رئيساً لأمريكا.
ونفس الأحداث تتشابه مع ما وقع لجعفر نميري .. رئيس السودان الأسبق عندما فوجئ وهو ضابط صغير بجنوب السودان بشخص غريب يظهر فجأة من بين الأشجار ويتنبأ له بالحكم والسلطان .. ثم يختفي.. وعندما تولى (جعفر نميري) الحكم في السودان.. فوجئ بنفس الرجل يظهر في بيته ويترك (عصا) ثم يختفي .. وظل (جعفر نميري) محافظاً على تلك العصا لا يتركها من يده.. حتى كان اليوم الذي انكسرت فيه.. فحزن ولم يخرج من بيته إلى مبنى الاتحاد الاشتراكي حيث الاجتماع السياسي الهام.. ليكتشف رجاله مؤامرة انقلاب عليه وقتله.. لينجو من القتل بسبب وجوده في منزله..!!
أما السيدة (جيهان السادات) والتي قالت لها العرافة: إنها ستصبح ملكة مصر.. في الوقت الذي كانت هي وزوجها ــ الضابط الصغير المفصول من الجيش (أنور السادات) في ذلك الوقت ـ يبحثان عن أجرة البيت .. فأغرقا في الضحك من سذاجة هذه العرافة!!
وقد تنبأت إحدى العرافات اليهوديات في 1981 بقتل الرئيس السادات قبل نهاية العام.. وقد نشرت الصحف الإسرائيلية هذا الكلام وقتها.. وعندما تقابل الصحفي الكبير (مصطفى أمين) مع العراف المصري (محمد جعفر) قال العراف: أنت وأخوك سوف تعيشان حتى الموت متباعدين في قارتين.. ولن يجمع بينكما إلاّ القبر.. وقد كان.... فدخل مصطفى أمين السجن 9 سنوات ظلماً على يد جمال عبدالناصر.. وظل (علي أمين) حائراً بين لندن وبيروت حتى مات..
لقد وصل الأمر ببعض المنجمين لمعرفة طريقة موته حتى إن (نوسترا داموس) تنبأ بموته.. وقال : إنه سوف يموت بين الحائط والسرير وفي يده جائزة من الملك.. وهذا ما حدث.. فقد سقط [ميشيل نوسترا داموس] بين الحائط والسرير الذي كان ينام عليه.. وفي يده الجائزة التـي أعطاها له الملك في هذا اليوم!!
ومن الغرائب الطريفة ما حدث قبل نشوب الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب في أمريكا.. فقد جاء (صبي) صغير إلى منطقة (بورتاج) بولاية (أوهايو) يبحث عن عمل.. حتى وصل إلى مزرعة (ورثي تايلور) .. الذي لم يهتم بمعرفة اسم (الصبي) كاملاً.. ولم يعْنِهِ ذلك.. فهو مجرد خادم اسمه (جيم) وظل الولد في المزرعة يقطع أخشاب الوقود ويقوم على خدمة الأبقار وأعمال المزرعة المختلفة.. وينام في مخزن التبن.. وبعد مرور عام كان الصبي الصغير قد وقع في غرام ابنة صاحب المزرعة.. ولما علم الرجل بذلك طرده بعد أن (عايره) أنه مجرد خادم لا مال له ولا مستقبل.. وبعد مرور 35 سنة قرر صاحب المزرعة (تايلور) أن يهدم مخزن الحبوب ومخزن التبن – الذي كان ينام فيه الصبي (جيم) ليبني آخر جديداً ، وعندما بدأ الرجل في الهدم كان الغبار قد زال من فوق إحدى الدعامات الخشبية الجانبية في مخزن التبن .. لتكون المفاجأة التـي لا تخطر لأحد على بال.. يقترب الرجل من الدعامة الخشبية ويضعها أمام عينيه وهو يرتعش ولا يصدق.. فالصبي (جيم) كان قد كتب اسمه كاملاً فوق هذه الخشبة (جيمس جارفيلون) .. رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت!!
إنه الكون العجيب.. فسبحان الله... إن أسرار هذا الكون ستظل لغزاً محيّراً لكل الباحثين والمتابعين والمتدبرين في ملكوت رب العالمين..
يقول الأستاذ/ محمد عيسى داود : (إن دار الكتب المصرية بها حوالي من 2000 إلى 3000 (مخطوط) ممنوع الاقتراب منها على الإطلاق حتى لأهل العلم ولأسباب مجهولة) .. وقد ذكر لي أحد الأصدقاء الثقاة أن هناك بعض المخطوطات للإمام علي بن أبي طالب بها كل ما سيحدث في مصر حتى قيام الساعة.. وأن هناك رجل دين – رحل عن عالمنا – كان على علم بها .. ويعرف محتوياتها.. وأن كاتباً تخصص في هذه الموضوعات ورث عن أجداده بعض المخطوطات المحظورة ولم يكشف سرها أو يُرها أحداً على وجه الأرض إلا زوجته التـي أخبرت شقيقها.. وهكذا خرج السر..
إن الكرامات أو الخوارق ليست دائماً هبة من الله لإنسان ما.. فأبو اليزيد البسطامي يقول: (لو رأيتم الرجل يطير في الهواء ويمشي على الماء فلا تغتروا به.. حتى تنظروا كيف وقوفه عند الأوامر والنواهي).
فقد كان (ميشيل نوسترا داموس ) يهودياً.. أما التنجيم والمنجمون والجن فهي قضية أخرى.. لن نتطرق إليها .. فهي شرك بالله وكفر واضح لا يستحق حتى الوقوف أمامه لحظات.
و(الكرامة) يعطيها الله أحياناً لبعض مَن فقدوا عقولهم.. فتجد الواحد منهم يذكر أشياء ويحكي عن أحلام منامية تتحقق كما هي..
وعندما كان [ محمد عبدالحليم موسى ] محافظاً لأسيوط.. كان أحد المجاذيب بالمدينة يدخل مبنى المحافظة بحرية تامة ودون اعتراض من الحرس.. بناءً على أوامر المحافظ.. وقد دخل هذا المجذوب على (محمد عبدالحليم موسى) يبشّره أنه سيصبح وزيراً للداخلية.. ولم تمر سوى دقائق وكانت رئاسة الجمهورية تعلنه الخبر.. وبعد سنوات.. دخل هذا المجذوب على (الوزير) يبلغه بترك الوزارة.. فجمع (محمد عبدالحليم موسى) كل متعلقاته من مكتبه قبل أن يصله الخبر رسمياً!!
يقول ابن تيمية: إني لأعرف من يكلمه النبات ويحدثه الطير.. وهو من الفجّار.. وهنا يكون الشيطان قد دخل فيها وتكلم ليلبس على الناس دينهم.
فالخوارق والكرامات تكثر عندما يضعف الإيمان وذلك لتثبيت الناس ووصلهم بربهم.. وعندما سُئل الإمام أحمد بن حنبل (ما بال الصحابة لم يُنقل عنهم من الكرامات ما نُقل عما بعدهم؟ قال: لقوة إيمانهم.
وقد كان للنبي ص معجزات كثيرة.. لكن تبقى معجزة القرآن .. شمسٌ تستحي منها المصابيح.. وكان للصحابة والتابعين – رضوان الله عليهم – كرامات لا تُعد ولا تُحصى.. لكن تبقى قوة إيمانهم بربهم وزهدهم وتضحياتهم في سبيل رفعة كلمة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ).. هي الزاد الذي ننهل منه ونتكئ عليه لتبقى راية التوحيد عالية خفاقة..
قال تعالى: وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ .
نقوده ، هندامه، كامل قواه، (ميدالية) المفاتيح في يده !! كل شيء كما هو.. أين اختفى صاحبنا؟ ولماذا ؟ وكيف؟ .. إنه لغز الكون العجيب.. والذي لا يعرف أسراره إلا خالقه.
يختفي القلم من على المنضدة أمامنا.. ونظل نبحث عنه حتى نفقد الأمل.. وبعد ذلك تجده مكانه.. فتتهم نفسك بالبلاهة.. وتظل تبحث في جيوب (بنطلونك) عن ورقة وضعتها بنفسك ومتأكد من ذلك .. فلا تعثر عليها.. ثم بعد ذلك تجدها في نفس (الجيب) الذي وضعتها فيه.. وعندما تضع كتاباً ما في مكان محدد بمكتبتك التـي لا يستخدمها سواك .. ثم تكتشف بعد ذلك وأنت تبحث عن هذا الكتاب أنه أصبح في مكان آخر!! .. فلا تنزعج.. ولا تقلق..
ولا تتهم نفسك بالإهمال..
فالحقيقة أن هذه الأشياء اختفت فعلاً.. ثم عادت مرة أخرى.. وذلك هو السر الذي حيّر كل علماء الطبيعة.. لماذا تختفي الأشياء ثم تعود؟ وأين تذهب؟ هل هي مشاكسة و(هزار) من الجن – كما يقول البعض – أم أنها قوى خارقة لا ندري عنها شيئاً؟! وهل هناك تناقض بين القوى الخارقة التـي يعطيها الله لبعض البشر وبين حُرمة التنجيم؟! وإذا كان رب العزة أعطى هذه (القدرات) لبعض خلقه من الناس.. فلماذا حرّم قراءة الطالع أو المستقبل؟! .. استفهامات لا أعرف إجابتها.. وأنا أُبحر في كتاب (ميشيل نوسترا داموس) أشهر المنجمين الذين ظهروا على وجه الأرض.. منذ القرن السادس عشر.. وقد تحققت نبوءاته الواحدة تلو الأخرى.. فلا تندهش.. وهو يقول عن الثورة الفرنسية: (قبل الحرب سيسقط الجدار.. الملك سيعدم وموته سريع ...) والجدار هو سجن الباستيل.. وقد تم بالفعل إعدام ملك فرنسا وزوجته (ماري أنطوانيت) 1792م.
إن ما قاله (ميشيل نوسترا داموس) في كتابه (قرون) 1547.. يثير الدهشة والحيرة معاً .. فقد تنبأ الرجل بظهور (نابليون) وحدد السنة ثم (هتلر) وذكره بالاسم.. وعلمانية تركيا على يد (كمال أتاتورك) .. ثم حكاية (لينين) .. وظهور إسرائيل.. يقول: (القادمون يحتلون ويأخذون الحقول والمنازل والأرض.. ومجاعة وحروب لمدة طويلة ... سيحتلون أراضٍ جديدة في سوريا والأردن وفلسطين).. ويقول في نبوءة عن (الخوميني) : ”حرب لا تتوقف في فارس.. سينتهي المَلِك على يد الكاهن“ ويقصد (الخوميني)..
أما (صدام حسين) فقد أفرد له (داموس) العديد من الصحفات:
(ملك أوربا يأتي كالنسر مصحوباً بأهل الشمال.. يقود جيشاً من الأحمر والأبيض يذهبون ضد ملك بابل) .. وبابل هي العراق.. أما ملك أوربا فهو الرئيس الأمريكي .. فالولايات المتحدة المكتشفة حديثاً هي خليط من اللصوص والقراصنة وأراذل البشر.. جاءوا من أوربا واستقروا بالقارة الأمريكية..
والكتاب مليء بالعجائب التـي تزلزل الجسد وتشلّ التفكير.. فما قاله (ميشيل نوسترا داموس) من حوالي خمسمائة سنة يحدث الآن بالتفصيل..
لكن كيف توصل (داموس) لذلك؟ .... الدكتور/ شرف الدين الأعرجي.. في كتابه (دراسة في تنبؤات نوسترا داموس) طبعة بيروت .. يقول: إن (ميشيل نوسترا داموس) كان يعيش في العراق ، ويعمل بمهنة الطب، وقد اطّلع على كُتب المسلمين التـي لم تصل إلينا بسبب سقوط بغداد بعد ذلك على يد (هولاكو) .. وكانت بغداد هي مقر الخلافة وبها أمهات الكتب الإسلامية.. وحديث (حذيفة بن اليمان) الذي شاء الله ألاّ يصل إلينا – وقد ورد في البخاري عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وحذيفة بن اليمان } يقول حذيفة : (إن النبي ص أخبر الصحابة بما هو كائن إلى يوم القيامة قرناً قرناً.. وأنه سمى أسماء الرجال وآباءهم).. وشاء الله أن ينسى الصحابة هذا الحديث .. إلا حذيفة بن اليمان – صاحب سر رسول الله ص - وتظل حيرتي قائمة حتى قرأت ما كتبه الأستاذ/ محمد عيسى داود في كتابه (المهدي المنتظر على الأبواب) يقول: ( لقد اعترف [نوسترا داموس] أن جده سرق مخطوطات لا تقدر بمجوهرات الكون من بغداد ومصر وعكف على دراستها باللغة العربية – التـي كان يجيدها [ داموس] ... ) وهنا ينكشف اللغز كله؛ فقد سرق جد ميشيل نوسترا داموس كنوز الرسول من مقر الخلافة التـي كان يعمل طبيباً بها.. ومنها أحاديث الملاحم عن النبي ص التـي اختفت تماماً – واغترف داموس من هذه الأحاديث ونسبها لنفسه مع بعض الإضافات للغموض!
والذي يُبحر في تاريخ الدنيا يجد العجب.. ولا يملك إلا أن يقول: سبحان الله. فقد ظلت أم حاكم مصر (طومان باي) تبحث عنه بعد أن سرقه النخاسون وباعوه.. ظلت 30 عاماً .. وعندما عرفت بمكانه وأنه أصبح حاكماً لمصر جاءت الأم المجاهدة إلى ابنها .. ولكنها لم تره.. فقد شنقه السلطان (سليم الأول) بعد أن احتل مصر في يوم وصولها.. وتروي كتب التاريخ أن حبل المشنقة قُطع 3 مرات أثناء شنق الرجل الصالح (طومان باي) في واقعة لم تتكرر في تاريخ البشرية..
أما في عالم الفن.. فنجد أن عرافة لبنانية تنبأت بمصرع (عمر خورشيد) في حادث سيارة وأن قارئة فنجان توقعت للممثلة (ناهد شريف) أنها ستموت بالسرطان.. وهي نفسها التـي قالت للفنان (رشدي أباظة) أن نهايته اقتربت.. فسارع رشدي أباظة ببناء مقبرته بنفسه في منطقة الهرم.. وظل يشرف عليها حتى مات..
وفي عالم الرياضة .. نجحت العرافة الشهيرة أن تتوقع فوز الأهلي بستة أهداف على الزمالك.. وبموت صالح سليم.. وباسم هداف الدوري في السنوات الماضية كلها.. بل إن نفس العرافة ذكرت نتائج مباريات مصر في كأس العالم 1990م.
أما عالم السياسة الغريب.. فنجد معظم حكام الغرب يؤمنون بالتنجيم وكان على رأسهم الرئيس الأمريكي (ريجان) والفرنسي (ميتران).. وعندما زار الرئيس الأمريكي الأسبق (كارتر) مصر في منتصف السبعينيات كان أول
ما طلبه (كارتر) وسأل عنه .. سيدة غجرية تعيش في منطقة نزلة السمان بالهرم.. واندهش المصريون .. حتى كشف (كارتر) عن السر وقال: إنه زار مصر في الستينيات وقبل أن يفكر في الترشيح للرئاسة.. وتقابل مع هذه السيدة التـي تنبأت له بأنه سيصبح رئيساً لأمريكا.
ونفس الأحداث تتشابه مع ما وقع لجعفر نميري .. رئيس السودان الأسبق عندما فوجئ وهو ضابط صغير بجنوب السودان بشخص غريب يظهر فجأة من بين الأشجار ويتنبأ له بالحكم والسلطان .. ثم يختفي.. وعندما تولى (جعفر نميري) الحكم في السودان.. فوجئ بنفس الرجل يظهر في بيته ويترك (عصا) ثم يختفي .. وظل (جعفر نميري) محافظاً على تلك العصا لا يتركها من يده.. حتى كان اليوم الذي انكسرت فيه.. فحزن ولم يخرج من بيته إلى مبنى الاتحاد الاشتراكي حيث الاجتماع السياسي الهام.. ليكتشف رجاله مؤامرة انقلاب عليه وقتله.. لينجو من القتل بسبب وجوده في منزله..!!
أما السيدة (جيهان السادات) والتي قالت لها العرافة: إنها ستصبح ملكة مصر.. في الوقت الذي كانت هي وزوجها ــ الضابط الصغير المفصول من الجيش (أنور السادات) في ذلك الوقت ـ يبحثان عن أجرة البيت .. فأغرقا في الضحك من سذاجة هذه العرافة!!
وقد تنبأت إحدى العرافات اليهوديات في 1981 بقتل الرئيس السادات قبل نهاية العام.. وقد نشرت الصحف الإسرائيلية هذا الكلام وقتها.. وعندما تقابل الصحفي الكبير (مصطفى أمين) مع العراف المصري (محمد جعفر) قال العراف: أنت وأخوك سوف تعيشان حتى الموت متباعدين في قارتين.. ولن يجمع بينكما إلاّ القبر.. وقد كان.... فدخل مصطفى أمين السجن 9 سنوات ظلماً على يد جمال عبدالناصر.. وظل (علي أمين) حائراً بين لندن وبيروت حتى مات..
لقد وصل الأمر ببعض المنجمين لمعرفة طريقة موته حتى إن (نوسترا داموس) تنبأ بموته.. وقال : إنه سوف يموت بين الحائط والسرير وفي يده جائزة من الملك.. وهذا ما حدث.. فقد سقط [ميشيل نوسترا داموس] بين الحائط والسرير الذي كان ينام عليه.. وفي يده الجائزة التـي أعطاها له الملك في هذا اليوم!!
ومن الغرائب الطريفة ما حدث قبل نشوب الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب في أمريكا.. فقد جاء (صبي) صغير إلى منطقة (بورتاج) بولاية (أوهايو) يبحث عن عمل.. حتى وصل إلى مزرعة (ورثي تايلور) .. الذي لم يهتم بمعرفة اسم (الصبي) كاملاً.. ولم يعْنِهِ ذلك.. فهو مجرد خادم اسمه (جيم) وظل الولد في المزرعة يقطع أخشاب الوقود ويقوم على خدمة الأبقار وأعمال المزرعة المختلفة.. وينام في مخزن التبن.. وبعد مرور عام كان الصبي الصغير قد وقع في غرام ابنة صاحب المزرعة.. ولما علم الرجل بذلك طرده بعد أن (عايره) أنه مجرد خادم لا مال له ولا مستقبل.. وبعد مرور 35 سنة قرر صاحب المزرعة (تايلور) أن يهدم مخزن الحبوب ومخزن التبن – الذي كان ينام فيه الصبي (جيم) ليبني آخر جديداً ، وعندما بدأ الرجل في الهدم كان الغبار قد زال من فوق إحدى الدعامات الخشبية الجانبية في مخزن التبن .. لتكون المفاجأة التـي لا تخطر لأحد على بال.. يقترب الرجل من الدعامة الخشبية ويضعها أمام عينيه وهو يرتعش ولا يصدق.. فالصبي (جيم) كان قد كتب اسمه كاملاً فوق هذه الخشبة (جيمس جارفيلون) .. رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت!!
إنه الكون العجيب.. فسبحان الله... إن أسرار هذا الكون ستظل لغزاً محيّراً لكل الباحثين والمتابعين والمتدبرين في ملكوت رب العالمين..
يقول الأستاذ/ محمد عيسى داود : (إن دار الكتب المصرية بها حوالي من 2000 إلى 3000 (مخطوط) ممنوع الاقتراب منها على الإطلاق حتى لأهل العلم ولأسباب مجهولة) .. وقد ذكر لي أحد الأصدقاء الثقاة أن هناك بعض المخطوطات للإمام علي بن أبي طالب بها كل ما سيحدث في مصر حتى قيام الساعة.. وأن هناك رجل دين – رحل عن عالمنا – كان على علم بها .. ويعرف محتوياتها.. وأن كاتباً تخصص في هذه الموضوعات ورث عن أجداده بعض المخطوطات المحظورة ولم يكشف سرها أو يُرها أحداً على وجه الأرض إلا زوجته التـي أخبرت شقيقها.. وهكذا خرج السر..
إن الكرامات أو الخوارق ليست دائماً هبة من الله لإنسان ما.. فأبو اليزيد البسطامي يقول: (لو رأيتم الرجل يطير في الهواء ويمشي على الماء فلا تغتروا به.. حتى تنظروا كيف وقوفه عند الأوامر والنواهي).
فقد كان (ميشيل نوسترا داموس ) يهودياً.. أما التنجيم والمنجمون والجن فهي قضية أخرى.. لن نتطرق إليها .. فهي شرك بالله وكفر واضح لا يستحق حتى الوقوف أمامه لحظات.
و(الكرامة) يعطيها الله أحياناً لبعض مَن فقدوا عقولهم.. فتجد الواحد منهم يذكر أشياء ويحكي عن أحلام منامية تتحقق كما هي..
وعندما كان [ محمد عبدالحليم موسى ] محافظاً لأسيوط.. كان أحد المجاذيب بالمدينة يدخل مبنى المحافظة بحرية تامة ودون اعتراض من الحرس.. بناءً على أوامر المحافظ.. وقد دخل هذا المجذوب على (محمد عبدالحليم موسى) يبشّره أنه سيصبح وزيراً للداخلية.. ولم تمر سوى دقائق وكانت رئاسة الجمهورية تعلنه الخبر.. وبعد سنوات.. دخل هذا المجذوب على (الوزير) يبلغه بترك الوزارة.. فجمع (محمد عبدالحليم موسى) كل متعلقاته من مكتبه قبل أن يصله الخبر رسمياً!!
يقول ابن تيمية: إني لأعرف من يكلمه النبات ويحدثه الطير.. وهو من الفجّار.. وهنا يكون الشيطان قد دخل فيها وتكلم ليلبس على الناس دينهم.
فالخوارق والكرامات تكثر عندما يضعف الإيمان وذلك لتثبيت الناس ووصلهم بربهم.. وعندما سُئل الإمام أحمد بن حنبل (ما بال الصحابة لم يُنقل عنهم من الكرامات ما نُقل عما بعدهم؟ قال: لقوة إيمانهم.
وقد كان للنبي ص معجزات كثيرة.. لكن تبقى معجزة القرآن .. شمسٌ تستحي منها المصابيح.. وكان للصحابة والتابعين – رضوان الله عليهم – كرامات لا تُعد ولا تُحصى.. لكن تبقى قوة إيمانهم بربهم وزهدهم وتضحياتهم في سبيل رفعة كلمة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ).. هي الزاد الذي ننهل منه ونتكئ عليه لتبقى راية التوحيد عالية خفاقة..
قال تعالى: وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ .
No comments:
Post a Comment