Friday, October 19, 2007

صحف وأحزاب للبيع

وكأن الكاتب الفرنسي (أندريه موروا) 1885 – 1967 كان يقرأ أوراق مصر المحروسة عندما كتب روايته (الفن الجديد) لتطفو القضية البشرية الخالدة (الصانع والمصنوع) بين الرسام الفاشل (دوش) وصديقه الأديب الروائي (كليز) ... فقد عاش هذا الرسام دون أن يلتفت إليه أحد أو يحقق أي نجاح حتى نصحه صديقه الأديب (كليز) أن يسير بطريقة (خالف تُعرف) وأن يخرج على مألوف الناس ويبتكر طريقة جديدة في الرسم ويعلن أنه يعمل منذ أعوام لابتداع مدرسة فنية جديدة.. واتفقا.. وبدأ صديقه الأديب يكتب المقالات المتتالية يمجّد فيها الرسام العبقري ومدرسته الجديدة ويتهم الرسامين الآخرين بالجهل والسطحية وأنهم لم يدرسوا إلا الوجه الإنساني ، أما (شخبطة) الرسام دوش فهي المدرسة المثالية التحليلية .. وأن نقطة سوداء في لوحة بيضاء تماماً تعني كذا.. وبرواز بدون لوحة عبقرية جديدة.. ومجموعة أحبار (مدلوقة) على ورقة ليس لها معالم فهي ضياع إنسان العولمة في متاهات اليوتوبيا و..... واستطاع الأديب كليز أن يعلّم صديقه الرسام مجموعة من المصطلحات الغامضة حتى كان يوم افتتاح معرض الرسام (دوش) والذي أحدث ضجة كبيرة وسبقته دعاية هائلة.. وليواجه الرسام بعشرات الأسئلة من المعجبين والحسناوات وهواة الرسم فينفخ في غليونه ثم ينظر إلى لا شيء ويقول عبارته التي أهداها إليه صديقه (هل تأملت في حياتك نهراً ؟ ) .. فينظر الحاضرون إلى بعضهم البعض وقد ازدادوا إعجاباً بهذا الرسام (الفلتة) .. ويمضي المؤلف إلى نهاية روايته ويقول: إنه بعد أن خلا المرسم من الزائرين والمعجبين وتجار اللوحات جاء صديقه الأديب كليز مُشرقاً وصائحاً فيه: لقد حققنا أحلامنا.. أعرفت قيمة نصائحي يا صديقي؟ فنظر إليه الرسام ساخراً: إنك أحمق لا ترى حقيقة الروعة والجمال في لوحاتي ومدرستي الفنية التي أسستها.. فصرخ الأديب كليز: أتُسَمّي هذه الشخبطة مدرسة جديدة .. وهذه اللوحات التي لا قيمة لها فنا.. (دا احنا دافنينه سوا) ، فوضع الرسام الفاشل غليونه في فمه ونفخ الدخان في وجه صديقه وهو يقول: هل تأملت في حياتك نهراً ؟!!
تحضرني دائماً هذه الرواية التي قرأتها منذ سنوات.. كلما نظرت إلى الساحة المصرية وطائر العبث بجناحيه أحزاب وصحافة.. وأرى الذين يكذبون ويصدّقون أنفسهم بعد أن (عاشوا في الدور) ونسوا أنهم صناعة تيوانية وأن المتغطي بالحكومة عريان.. وقد منحتني سنوات العمل الفائتة في الصحف الحزبية والمستقلة جبلاً من المعلومات والحقائق التي أجترّ المناسب منها كلما أشرقت فرصة آمنة ومتنفس نقي!!
ص 166 شارع التحرير :
ستظل فضيحة (سُميّة ـ جيت ) لغزاً يفوق أسطورة مونيكا ومعجزات لوسي آرتين وقذارة وخبث الممثلة راقية إبراهيم ــ عميلة الموساد ــ التي كانت وراء قتل عالمة الذرة المصرية (سميرة موسى) ..
كانت الساعة قد تخطت الرابعة عصراً والهدوء يسيطر على حجرات الجريدة على غير العادة.. والحزب رقم 13 في مصر (حزب الشعب الديمقراطي) الذي يصدر جريدة (الديمقراطية) يحتل حجرة بلا أثاث في مقر الصحيفة التي يمولها ويشرف عليها أحد رجال الأعمال.. خرجت من مكتب رئيس التحرير لأتلقى (مكالمة) من مراسل السويس.. لم أنتبه للجالسين في (الاستقبال) على يمين السكرتيرة .. السماعة بيدي اليسرى والقلم في اليد الأخرى يكتب ما يقوله المراسل.. فجأة .. باب الحجرة المواجهة لي تماماً يُفتح بعنف وصرخة استغاثة من سيدة إفريقية الملامح.. رأيتها قبل ذلك في مقر الجريدة .. خرجت مسرعة .. وبعد أقل من نصف دقيقة يخرج من نفس الحجرة (أنور عفيفي) ــ رئيس الحزب ــ وهو يرتعش : أنا مكلمتهاش .. أنا مكلمتهاش.. حتى هذه اللحظة لم أكن فهمت أي شيء على الإطلاق.. وتتسارع الأحداث ويكتمل المشهد بعد أيام بدخول صحفي مجهول إلى مقر الجريدة والحزب تتبعه مجموعة من الحرس الخاص ومصور وبعض الوجوه الغريبة يعلنون أن هذا (الرجل) أصبح رئيساً للحزب والجريدة وعقدوا مؤتمراً صحفياً لم يحضره سواهم وقرروا عزل (أنور عفيفي) وتنصيب هذا (المجهول) رئيساً للحزب.. وجلست أشاهد هذه المسرحية التي انتهت بعد أسابيع بتجميد الحزب وصحيفته التي كنت قد تركتها بعد بداية الأحداث مباشرة..
والحقيقة أنه بالرغم من خلافي الشديد مع المهندس/ أنور عفيفي .. هذا العداء الذي بدأت شرارته حين طلب مني الرجل أن أذهب إلى النيابة وأقول إنه لم يكن موجوداً في هذا اليوم بمقر الجريدة والحزب .. وكان رد فعلي عنيفاً جعله يستحي من نفسه ويعود في هدوء من حيث أتى.. الحقيقة أن هذا الرجل مظلوم وكانت المسرحية الرديئة مُحْكَمة واللعبة القذرة تسير بنجاح وأنا لا أستطيع أن أقول إلا ما رأيت حتى لو كان كلامي سيعيد هذا الحزب إلى النور.. وما قيمة أن يخسر الإنسان نفسه ويكسب منصباً..
ص أزمـة جيـــل :
يعتبر شباب الصحفيين في الصحف الحزبية والمستقلة هم أكثر الفئات المظلومة في هذا المجتمع.. فعمليات النصب تتم تحت سمع وبصر الحكومة واستغلال طاقات شباب الصحفيين إيقاع يومي... فبعد 13 عدداً ــ 3 شهور ــ في جريدة الديمقراطية في 1998 قال لنا المشرف العام: ليس لكم حقوق عندي ، فقد سرق رئيس الحزب فلوسكم .. ورد عليه رئيس الحزب إنه هو الذي استولى على أموال الجريدة وشيكات الإعلانات.. وضاعت حقوق الشباب كالعادة في صحف حزبية ومستقلة وقبرصية ولندنية.. وإصدارات من تحت (بير السلم) كما رأيت في فيصل وعين شمس.. وأخرى (فوق السطوح) كما شاهدت في ميدان الجيزة.. وأفّاقون وأنصاف متعلمين ومقاولون ونجار مسلح وصاحب محل أقمشة وعطار وميكانيكي وعامل تليفونات ومسجل خطر... هؤلاء يمتلكون صحفاً ويصدرونها بالتساهيل ويمارسون عمليات نصب مبتكرة.. وغسيل أموال.. وصحف قبرصية ولندنية التراخيص متاحة للجميع ولا اعتراض عليها من الدولة مادام صاحبها غير ملتحٍ أو ينتمي أحد أفراد عائلته لأي فصيل إسلامي.. مادون ذلك ؛ فاكتب ما شئت وانصب على مَن شئت.. إنها كما قال لي أحدهم ((سبوبة)) والرزق يحب الخفيّة..
إن العمل في مهنة الصحافة وفي إصدارات عديدة أتاح لي أن أعرف الكثير وأدرك الأكثر وأدخل في أضابير اللا¬ ممكن وعالم الكبار المرعب والذي لم يحن الوقت بعد لقراءة سطوره وفضحه..
ص صحافة الحواوشي !!
ظهر الحاج (محمد حواوشي) في ميدان العتبة سنة 1971 ، وكان لرغيفه الشهير الذي ابتكره شهرة طبقت آفاق مصر لرائحته ورخص سعره.. فتكالب عليه الناس وهم لا يعلمون أن (الحواوشي) بقايا أشياء ممنوعة وزبالة المجازر وأرضية المدبح.. وحالة الصحافة عندنا مثل رغيف الحواوشي.. مانشيتات مثيرة وعناوين مرعبة.. وبعد ذلك تندم على ما دفعته في الصحيفة.. لذا فأنا لم أعد أشتري صحفاً ولم يعد يخدعني (مانشيت) أو يشدني موضوع.. فقد عرفت أكثر من اللازم وخُدعت في أسماء كبيرة في دنيا الصحافة.. وأصبحت أفصل تماماً بين الكاتب وما يكتبه.. فالشاعر أحمد شوقي ــ مثلاً ــ كان مدمناً للخمر.. ولكنه أفضل من كتب في الرسول ص .. وكان زعيم الأمة سعد زغلول ــ مدمناً للقمار والخمر ويجاهر بالإفطار في نهار رمضان، وكانت زوجته (صفية زغلول) هي أول من تبرجت تبرج الجاهلية الأولى وقادت بعض النسوة إلى ميدان الإسماعيلية (التحرير الآن) ونزعن ما على رؤوسهن وأبرزن ما كان مستتراً !! فسمي الميدان بميدان التحرير..!!
فهل معنى ذلك أن ننكر دور سعد زغلول أو زوجته في النضال من أجل مصر وحريتها.. إن هذه الأشياء يحاسب عليها الله ــ لا نحن ــ ويجب أن نضع الأمور في نصابها الصحيح ولا نخلط الأوراق..
ص ممنوع الصلاة في هذا المكان :
أزعم أنه لا توجد بقعة في مصر كُتب عليها هذا الكلام على مدى التاريخ إلا في الفيلا المريبة بمنطقة المهندسين بالقاهرة.. مقر حزب العدالة الاجتماعية وجريدتي: الوطن العربي والأيام الجديدة.. وكانت هي المرة الأولى والأخيرة التي أدخل فيها هذا المكان عندما قال لي أحد الأصدقاء إن جريدة الأيام تنشر موضوعات وعليها (اسمي) وهو يعلم أنني لا أعمل بالصحيفة المذكورة.. وعندما تأكدت من ذلك ذهبت لأستطلع الأمر فوجدت (فيلا) غريبة تشبه (أنا البرادعي يا رشدي) في المسلسل القديم.. (وتوالت الأحداث عاصفة) .. رجال أمن شكلهم (سوابق) .. تنتظر كثيراً حتى تدخل وكأنك ستقابل وزير داخلية.. كلاب ضخمة جداً تعلن عن نفسها كل فترة.. عرفت فيما بعد أنهم 7 كلاب للحراسة الخاصة جداً !! تزيد ميزانيتهم عن مائة ألف جنيه شهرياً.. صاحب المكان تسبقه شهرته في التجاوزات.. يضع كاميرات في كل متر من الفيلا حتى دورات المياه لم تنج من هذه الكاميرات..
وأدركت أنهم يقتبسون الجيد من كل ما نُشر ويعيدون نشره في صحيفتهم مع احترام الحق الأدبي في وضع (الاسم) ولم أُعلّق لأن هذا الموضوع أصبح مملاً.. ومألوفاً جداً أن أجد كل فترة مَن يُلفت نظري إلى موضوع لي على شبكة الإنترنت في أحد المواقع الصحفية أو حوار لي في أحد الصحف مع الدكتور/عمر عبدالكافي الذي لم ألتقِ به إلا مرة واحدة في 1998 في حوار لجريدة الديمقراطية.. ولكنني بعد ذلك وجدت أن اسم هذا الرجل الفاضل أصبح مرتبطاً بي في كل الحوارات التي لا أعلم عنها شيئاً وصحف لا أدري من أين تصدر.. تقول على لساني ما لم أقله عن هذا الداعية العملاق الذي فشلت أن أصل إليه ثانية ليعرف الحقيقة.. فالحقيقة في عالم الصحافة لها وجوه متعددة وثلاثة قلوب مثل الإخطبوط..
ومازالت حكاية (محمد عبدالعال) رئيس حزب العدالة الاجتماعية مع (سيد السويركي) صاحب محلات التوحيد والنور قصة ترويها الحكايات الشعبية عن الحاج سيد السويركي ــ الرجل الأميّ ــ الذي استطاع أن يخدع الدكتور محمد عبدالعال ويسجل له كل حواراته ــ بعد إذن النيابة ــ والاتفاق على المبلغ الذي سيسكت بعده الدكتور ولا يهاجم محلات التوحيد والنور والتي كان عبدالعال قد هاجمها بضراوة في جريدته.. وحزبه الملاكي..
ص الأسلمة بالباراشوت:
خرج حزب العمل من عباءة (مصر الفتاة) وسار إبراهيم شكري على نهج (أحمد حسين) الاشتراكي.. حتى كانت القفزة المباغتة للمهندس المجاهد/إبراهيم شكري في أسلمة حزبه وتغيير أيديولوجيته .. وبالرغم من صدق نواياه للغاية العظيمة فقد كانت الوسائل المتاحة للرجل أشبه بالسفينة (تيتانيك) وهي تغرق.. وأصبح الصحفي في جريدة (الشعب) مثل الغراب المدهون فوشيا.. فقد (أسلموه) بين عشية وضحاها.. فرئيس التحرير كان ماركسياً.... ونائب رئيس التحرير (يساري).. و مدير التحرير (ناصري) ..
ولا يوجد سوى (مجدي أحمد حسين) الذي يصارع من أجل
(المشروع الإسلامي).
وهكذا كانت جريدة الشعب تُعبّر عن أحلام البسطاء والإسلاميين بأقلام لم تعِ القضية جيداً ولم تدرك قيمة الغاية التي يصبو إليها (إبراهيم شكري).
ص اخطف واجري .. :
علمتني هذه المهنة أن أتعامل مع كل (عدد) على أنه الأخير.. فالحكومة تتعامل مع الصحفيين الآن كما تتعامل البلدية مع الباعة الجائلين.. لعبة القط والفأر.. واخطف واجري.. وبعد ذلك يقولون لم نكسر قلماً.. ولم نصادر صحيفة.. وكأن هذه الصحف التي تمت مصادرتها أمام أعيننا كانت تصدر في تل أبيب أو جزر المالديف: (الدستور / الشعب / الدعوة / الجيل / الاعتصام/ لواء الإسلام / مصر الفتاة / الوفاق / الديمقراطية / عالم الديمقراطية / النيل / الموقف العربي / الأسرة ) .. وهذا ما يحضرني الآن لأن الرقم تخطى ثلاثين صحيفة صودرت في العشرين سنة الأخيرة!!
ص حدوتـة الأحـــرار :
من بعد نهاية حرب أكتوبر 1973 حتى الآن .. يخرج علينا كل عام في ذكرى الحرب مَن يزعم أنه دمر بمفرده أربعين أو خمسين دبابة للعدو ــ وصدقوني ــ أننا إذا أحصينا عدد الدبابات التي قال (الفشارون) أنهم دمروها طيلة السنوات الماضية لوجدناها أضعاف عدد الدبابات الموجودة على ظهر الكرة الأرضية .. وهكذا حزب الأحرار الذي يصدر 23 صحيفة.. عملت في بعضها .. يتصارع على رئاسته كل مَن هبّ ودب.. ويخالف وجوده قوانين الأحزاب .. وبالرغم من ذلك (سِرّه باتع) .. حزب بلا رئيس من سنوات عديدة.. لا تعرف له رؤية أو اتجاه.. تتمسك به الحكومة لدرجة العشق.. إنه اللغز الذي حيّر كل المراقبين .. فالدولة جمدت حوالي ثمانية أحزاب في 3 سنوات لخلافات بسيطة داخل هذه الأحزاب كان من الممكن حلها.. ولكن لغرض في نفوس ترزية القوانين .. تذهب هذه الأحزاب وصحفها إلى الجحيم..

السرقة بالقانون:
لم يقتحم أي روائي للآن عالم الإعلانات في الصحف.. هذا العالم الغريب والقذر أحياناً.. وأترك ذكاء القارئ يتخيل كل شيء.. وأي شيء.. موضوعات تسجيلية / موضوعات مدفوعة الأجر / حوارات بالعملة الصعبة .. وأشياء أخرى؛ إذا كانت مع فنانات أو مطربات يردن التلميع !
وأتمنى أن ينتبه (بوليس الآداب) إلى فتيات الإعلانات في الصحف المستقلة والتراخيص القبرصية واللندنية وبعض الإصدارات الحزبية.. فكل شيء مباح.. وقابل للتجزيء أيضاً.. اللهم قد بلغت .. اللهم فاشهد..

لعبة الأحــزاب :
اذهب إلى أقرب مقهى وأحضر مجموعة من العاطلين ثم توجه إلى مقر أي حزب ــ باستثناء حزب الحكومة طبعاً ــ وهناك ستحتل ببساطة المقر وتعلن تنصيب نفسك رئيساً للحزب.. وعندها ستجمد الدولة هذا الحزب وصحيفته.. وتأخذ أنت (المعلوم).. واسألوا (الممثل الفاشل) الذي دمر حزب العمل بهذه اللعبة القذرة.. هو وغيره من شياطين الإنس.. فالقانون التفصيل عندنا يقول: إنه في حالة الصراع على رئاسة حزب معارض يتم تجميده حتى يتم اختيار رئيسه بالتراضي أو التقاضي.. وهذا لا يحدث أبداً.. فمازالت قضية حزب (مصر الفتاة) ــ الذي أغلقه سمير رجب ــ في المحاكم من 1993 وما تلاها من مسرحيات في أحزاب الخُضر والعدالة الاجتماعية وحزب مصر العربي والعمل.. والبقية ستأتي عاجلاً أو آجلاً..

أهـــل الكهـــف :
فرّ أهل الكهف بعقيدتهم العظيمة من المجتمع الظالم أما بعض رؤساء الأحزاب في بلدنا فقد جاءوا من كهوفهم يحملون أفكاراً ساذجة ورؤى حجرية فمنهم من يقرأ الكف وينظّم الدورات للحلاقين في حزبه العائلي.. ومنهم من يطالب بتغطية نهر النيل حتى لا يتبخر! ومنهم مَن ينادي بعودة بيوت الدعارة لحل مشاكل تأخر الزواج ويطالب ببناء فلل شعبية !! ومنهم من تخطى سن السبعين ومازال يغازل الفتيات في الشارع، ومنهم النصاب العالمي والأراجوز.. لكن منهم أيضاً السياسي المخضرم والقدير.. والمجاهد العظيم.. والثعلب الداهية.. وهؤلاء هم الاستثناء في القاعدة الحزبية..

وتبقى كلمة .. إن لعبة الصحافة والأحزاب في مصر سبّة في جبين الحقبة التي نحياها بعد أن وضع ترزية القوانين الجميع في مأزق..وأنا عندما أُبحر في عالم الصحافة والأحزاب فأنا أقدم وثيقة للتاريخ لأن مَن سمع أو مَن قرأ ليس كمَن رأى وعاين وكان في قلب المشهد.. وقد كنت ذلك الذي رأى كثيراً ، وبالرغم من كل ما قلته فهو لا يزيد عن نقطة في بحرٍ لجيّ عبرته يوماً بمفردي متوكلاً على الله وحده..



No comments: