((إن الله في حالة ندم دائم لما أنزل باليهود وبالهيكل ، وأن الله هو مصدر الشر والخير معاً، وأن أرواح اليهود تختلف عن بقية البشر لأنها جزء من الله)) .. تلك كلمات التلمود اليهودي الذي يطالبهم في كل مكان أن تكون سلطة حكم الأرض في أيديهم، فإن لم تكن لهم السلطة فهم في حياة النفي والأسْر، وعليهم أن يعيشوا في حرب مع باقي الشعوب حتى يصبح لهم الثراء والسلطان..
لقد شبع التاريخ الإنساني وارتوى.. شبع حتى التخمة .. وارتوى حتى الثمالة من المآسي والغرائب والعجائب ولكن التاريخ لم ولن يرى أغرب ولا أحقر من اليهود .. مهما حاول المتنطعون وتفلسف المتفلسفون وحملة المباخر..
والتاريخ هو ظل الإنسان على الأرض.. والأرض هي المسرح الذي لا يألو جهداً في تبديل الأدوار والمجاميع والأبطال ولكنه لا يستطيع أبداً أن يغيّر الأحداث ولا يلوّن الظل!!
كان أول اسم يظهر على صلة بالمشكلة اليهودية في صورتها الحديثة هو (موسى مونتفيوري) ــ تاجر يهودي إيطالي ثري أتى إلى مصر في عهد (محمد علي) بعد أن زار فلسطين وعرض على (محمد علي) مالاً كثيراً في سبيل شراء أرض في فلسطين ليقيم عليها معسكرات يهودية ولكنه يفشل في مهمته ويموت في عام 1885 وقد بلغ المائة.. ويتلقف منه اللواء الصحفي النمساوي (تيودور هرتزل) الفكرة..
لم يكن في فلسطين حتى عام 1918 سوى 55 ألفاً من اليهود ولم تكن فكرة الهجرة إلاّ في خاطر الذين تعرضوا للاضطهاد ، ولما نبتت الدولة اليهودية في رأس (هرتزل) في كتابه (الدولة اليهودية) لم يُحَرّض اليهود كافة على الهجرة بل وجه نداءه فقط إلى الذين تسوء ظروفهم تحت حكم الدولة التـي يعيشون فيها .. على أن الأهم من ذلك أن (هرتزل) لم يدع مطلقاً إلى إنشاء دولة يهودية في فلسطين ، وكان يقول: (أعطونا أية قطعة من الأرض تتناسب وحاجات شعبنا وتكون لنا السيادة عليها) ..
(أوغندا) بدلاً من (فلسطين) :
كانت دولة (أوغندا) بالقارة الإفريقية هي المرشحة لإقامة دولة إسرائيل عليها بدلاً من فلسطين .. وفيما يدل على أن اليهود لم يكونوا مصممين على إقامة دولتهم في فلسطين أنه حينما عُرض المشروع على المؤتمر الصهيوني عام 1901 على إقامة دولة إسرائيل بأوغندا وافق على هذا الاقتراح 298 من الأعضاء وعارضه 178 فقط ولكن التنجيم السياسي لعب دوره هنا ووقف مع الأقلية حتى كان وعد (بلفور) المشئوم في 1917 والذي أعطى فيه مَن لا يملك إلى مَن لا يستحق قطعة من الجسد العربي وليتحول شعب فلسطين إلى (هنود حمر) القرن العشرين..
ولذا فنحن نختلف مع الأستاذ فتحي رضوان في أن (هرتزل) لم يحدد فلسطين بالاسم لأن (فلسطين) هي أرض الميعاد وحلم اليهود منذ الأزل ، وقد قال عنها (هرتزل) : إنها الركن الموبوء والبالي من الشرق.. إننا نريد أن نطهر بلداً من الوحوش الضارية.. ولن نحمل القوس والرمح ولن نذهب فرادى في إثر الدببة كما كانوا يفعلون في أوربا في القرن الخامس ، ولكننا سننظم حملة جماعية مجهزة ونطرد الحيوانات ونرمي وسطهم قنابل شديدة التفجير..
المصريون والفلسطينيون :
يقول الأستاذ عباس محمود العقاد في كتابه (حياة قلم) : ” أحسب أن المصريين والفلسطينيين في مجال الهجرة فرسا رهان، فمن فلسطين مهاجرون في مصر، ومن مصر مهاجرون في فلسطين “..
وما أكثر أيام التاريخ التـي كانت فيها مصر وفلسطين بلداً واحداً، ومعروف أن حملة إبراهيم باشا إلى الشام في القرن الماضي حملت معها الكثير من العائلات المصرية للإقامة في فلسطين كما لجأت عائلات مصرية أخرى إلى فلسطين فراراً من السخرة أيام حفر قناة السويس.. ويحكي لنا التاريخ أنه في بداية الحملة الفرنسية على مصر لجأ الكثير من المصريين إلى فلسطين.. وعندما استولى (نابليون) على (يافا) في مارس 1799 وجد فيها أربعمائة (400 ) مصري من بينهم الزعيم (عمر مكرم) ، كما لجأ إليها أيضاً (عبدالله النديم) ــ أحد زعماء الثورة العرابية ــ وعندما أخمدت حركة المقاومة الشعبية التـي قادها (حسن طوبار) في بحيرة المنزلة نزح هو أيضاً إلى غزة.. وليس غريباً أن العديد من العائلات الفلسطينية مازالت تحمل أسماء مصرية مثل عائلات المصري والدمياطي والزعبلاوي والشرقاوي والأنشاصي والعرايشي والقمحاوي والصعيدي والإسكندراني.. ولكن هل معنى هذا التسليم بادعاءات الحركة الصهيونية التـي تصورت أن علاقات فلسطين بالعروبة مخرجاً ، فزعمت أن الفلسطينيين يمكنهم النزوح إلى البلاد العربية الممتدة من المحيط إلى الخليج..
إن الفلسطيني عربيّ مثلما الجزائري عربي.. فلا تلغى عروبته جزائريته،
ولا تلغي فلسطينية الفلسطيني عروبته بأي حال ، ولا تملك قوة حق انتزاعه من وطنه وبيته..
لقد قطع الفلسطينيون رحلة شاقة طويلة لإعادة أنفسهم ووطنهم إلى ذاكرة العالم بعد أن حذف العالم فلسطين من خرائطه..
التلمـــــــــــود :
إن الوحي ليس المصدر الحقيقي لأسفار العهد القديم ، ولكن هذه الأسفار من وضع أجيال متعددة، وأضيفت إليها قرارات المحافل اليهودية، فلقد كان زعماء اليهود يدفعون بقراراتهم لتصبح جزءاً من أسفار العهد القديم،
ثم تمخض عن العهد القديم ما عُرف باسم (التلمود) وبعدها قرارات (بروتوكولات حكماء صهيون) وأصبح هذا الميراث الضخم هو الذي يحدد سلوك اليهود في كل بقاع العالم وعبر التاريخ الإنساني..
الإرهابيون الأوائل جيراننا الجــدد:
يطرح الأستاذ/ وجيه أبو ذكري ــ في كتابه (الإرهابيون الأوائل) هذا الاستفهام : مَن جاء بالعنف السياسي في شرقنا العربي ؟ إنهم اليهود.. جيراننا الجدد.. لكن من زرع هذه النوازع الإرهابية في نفوس اليهود ؟ والجواب دون عناء هم حاخامات اليهود عبر التاريخ .. الذين وصفوا الربّ بأنه (رجل حرب) بل وأنه أمرهم بالآتي:
• التجسس :
(( ثم كلم الرب موسى قائلاً : ارسل رجالاً ليتجسسوا على أرض كنعان التـي أنا معطيها لبني إسرائيل)) .. هذه كلمات تلمودهم كما ذكرها الدكتور أحمد شلبي في سلسلة (مقارنة الأديان) ثم يشرح لهم (الرب) طريقة التجسس فيقول: ((انظروا الأرض ما هي ، والشعب الساكن فيها أقويّ هو أم ضعيف، قليل أم كثير، وكيف هي الأرض التـي هو ساكن فيها ، جيدة أم رديئة ، وما هي المدن التـي هو ساكن فيها ؛ مخيمات أو حصون ))
• إجلاء الشعوب:
يقول سِفْر التثنية (الرب إلهك يطرد هؤلاء الشعوب من أمامك ويرفع ملوكهم إلى يدك فتمحوا اسمهم من تحت السماء) ، ( الرب يذلهم أمامك فتطردهم وتهلكهم سريعاً كلما كلمك الرب) ..
• العنــف:
(( فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال وكل امرأة عرفت رجلاً بمضاجعة رجل اقتلوها ))..
• الخديـعـة:
ورد في سفر التثنية : ((وحين تقترب من مدينة لكي تحاربها استدعها للصلح فإن إجابتك للصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون للتسخير ويستعبد لك وإن لم تسالمك بل عملت معك حرباً فحاصرها واضرب جميع ذكورها بحد السيف ، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة فتضمنها لنفسك وتأكل غنيمة أعدائك التـي أعطاها الرب إلهك.. هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جداً التـي ليست من مدن هذه الأمم هناك وأما مدن هذه الشعوب التـي يعطيك الرب إلهك نصيباً فلا تستبق منها نسمة ما))
• القســـــوة:
جاء في سِفْر صموئيل (تولى ودوس يا بنت صهيون لأني أجعل قرنك حديداً، أجعلها نحاساً فتسحقين شعوباً كثيرة، غنيمتهم للرب وترد عنهم لكل الأرض))
هذه المعاني والقيم قد توارثتها أجيال اليهود عبر التاريخ وأصبحت جزءاً من عقيدتهم وسلوكاً مع كل البشر وهذه القيم هي أساس التعامل اليهودي في كل العصور ، وقد شكلت هذه العقيدة شخصية اليهودي في كل أنحاء الدنيا ولكن كل هذه الشرور التـي جاءت في العهد القديم لم تكن كافية (لحكماء اليهود) فأصدروا تعليمات جديدة عرفت بالتلمود ، واعتبرها اليهود استكمالاً لتعاليم سيدنا موسى عليه السلام وبدأت عام 150 ميلادية ، ثم أضاف عليها الحاخامات بعد ذلك تفسيرات أخرى حتى استقرت على ما هي عليه الآن.. ويعتبر اليهود في كل مكان في العالم أن (التلمود) كتاب مقدس لا يقل قدسية عن التوراة..
ونعود إلى الأستاذ (وجيه أبو ذكري) والذي يُلقي الضوء على عدد من الظواهر التـي شكلت الشخصية اليهودية..
• ظاهرة الجيتو :
وهي انعزال اليهود في مكان خاص بهم أطلق عليه (الجيتو) وهي كلمة مشتقة عن الكلمة الإيطالية (يورجيتو) وتعني (حياً من أحياء المدينة) .. وفي الجيتو يسكن اليهود الفقراء والأغنياء ويقومون بطقوسهم بحرية بل إنهم اعتبروا الجيتو دولة خاصة بهم وقد أدى ذلك إلى زيادة الانفصال عن بقية الشعوب الأخرى.. وفي الجيتو (حارة اليهود) في القاهرة أو في الإسكندرية مثلاً ــ كان اليهودي يتعلم كل شيء إلا تاريخ البلد الذي يعيش فيه،
لا يدرس مشاكله أو حتى يلتحق بمدارسه.. لذلك فإن الروح العدائية قد تأصلت داخل نفسية اليهودي تجاه الشعب والأرض التـي يعيش عليها..
• ظاهرة التجارة :
اشتغل اليهود بالتجارة عبر التاريخ انتظاراً للعودة إلى أرض الميعاد ورفضوا العمل في غير التجارة لسهولة نقل الأموال والتجارة من مكان إلى آخر حتى أصبحت كلمة تاجر مرادفة لكلمة (يهودي) حتى إنهم يتحكمون في اقتصاد الشعوب وسببوا أزمات اقتصادية كثيرة لاحتكارهم سوق التجارة والمال.. وقد كان عندنا في مصر التاجر اليهودي الثري (باتا) وأيضاً (بنزايون ) و(عدس) و (ريفولي) بالإضافة إلى الذي غير لقبه ليكسب تعافط الشعب وهو (عمر أفندي) اليهودي الداهية الذي يعتبر من أثرى الرجال في مصر في ذلك الوقت..
• ظاهرة الربا:
إذا أردنا تعريف الربا فهو استغلال حاجة الإنسان للمال في لحظة ما لتحقيق أكبر ربحية.. لذلك فقد حرم الإسلام الربا بينما اليهودية لم تحرمها على اليهودي بل أباحتها له بشرط ألا يمارسها مع يهودي آخر!! ، ولكن عليه أن يستغل غير اليهودي .. لذلك أسسوا بنك الرهونات ــ حيث كان البنك اليهودي يقرض غير اليهودي بفوائد باهظة قد تصل إلى 200% ، وفي حالة عدم السداد يبيع البنك مارهن لديه سواء كان ذهباً أم فضة أم عقاراً أم أرضاً زراعية.. وكان في مصر ــ إلى وقت قريب ــ بنك يهودي للرهونات، أدى هذا البنك إلى إفلاس مئات من المصريين الأثرياء لصالح هذا البنك وكما هو الحال في مصر كان في كل مكان من الوطن العربي بما في ذلك فلسطين..
• ظاهرة يهود البلاط:
ولأن اليهود خارج نطاق المجتمع الذي يعيشون فيه ، ولأنهم لا يتجاوبون مع آمال وأهداف الشعب الذي يعيشون على أرضه ولأنهم يشكلون قوة اقتصادية طفيلية في المجتمع من خلال التجارة والربا فلقد تحالف اليهود مع السلطة في الوطن الذي يعيشون فيه، يقدمون لها بسخاء مقابل حمايتهم من سخط الشعوب وتسهيل عملياتهم التجارية.. وكما جاء في موسوعة المفاهيم والمصطلحات الصهيونية للدكتور/ عبدالوهاب المسيري ، بأن الجماعات اليهودية في الأحوال العادية لم تكن خاضعة للسلطات المحلية وكان سيدها الوحيد هو الملك تؤدي إليه المال بسخاء لتبتاع منه الميثاق الذي يحمي حقوقها الدينية والاقتصادية..
• تنمية ظاهرة الإرهاب:
بعد أن استقر اليهود في فلسطين وأقاموا دولتهم وضعوا برنامجاً تربوياً مخيفاً يهدف إلى تنمية الإرهاب في نفوس (الصابرا) وهم اليهود الذين ولدوا في فلسطين ولم يعيشوا حياة الجيتو ، ويهدف هذا البرنامج التربوي إلى تنشيط الذاكرة اليهودية بما حدث لآبائهم وأجدادهم في الشتات لتظل الروح اليهودية في حالة استنفار دائم ضد الغير وحماية (الدولة) بكل الوسائل بما في ذلك الوسائل الإرهابية خوفاً من العودة إلى الشتات .. لذلك فإن دماء الغير مستباحة أمام (الصابرا) للحفاظ على أكبر وآخر [ جيتو ] يهودي في التاريخ وهو إسرائيل..
السجل الدموي لليهود في خمسين سنة: (1948 ــ 1998)
• مذبحة دير ياسين : إبريل 1948 ، واستشهد خلالها 254 وفر أكثر من 30 ألف فلسطيني.
• مذبحة نصر الدين : في إبريل 1948 ، وقد أبيدت القرية بأكملها
إلا 40فلسطينياً تمكنوا من الفرار.
• مذبحة صالحة: مايو 1948 ، واستشهد خلالها 75 مواطناً فلسطينياً.
• مذبحة اللُــد : يوليو 1948 واستشهد خلالها أكثر من 350 فلسطينياً ورموا الكثير منهم في آبار البلدة أحياءً.
• مذبحة الدوايمـة: أكتوبر 1948 ، واستشهد خلالها أكثر من 250 ، ورموا الكثير منهم أحياءً في آبار البلدة.
• مع نهاية أكتوبر 1948: تحول 900 ألف فلسطيني إلى لاجئين ، وتم تدمير أكثر من 400 قرية.
• مذبحة شرفـات: فبراير 1951 ، وسقط فيها 11 شهيداً وشرد باقي أهل القرية.
• مذبحة بيت لحم: يناير 1952 وسقط فيها 10 شهداء.
• مذبحة قليقلة: أكتوبر 1952 دمرت القرية بأكملها وشرد أهلها.
• مذبحة قـبـيـــة : 24/10/1952 دمر خلالها 56 منزلاً وسقط فيها
67 شهيداً.
• مذبحة غزة : فبراير 1955 ، وسقط خلالها 26 شهيداً.
• مذبحة كفر قاسم: أكتوبر 1956 سقط خلالها 48 شهيداً.
• مذبحة خان يونس: أكتوبر 1956 ، وسقط فيها أكثر من مائة شهيد.
• مذبحة قرية السموع: نوفمبر 1956، وسقط فيها أكثر من 200شهيد.
• في 1956 العدو الصهيوني يحتل غزة: ويشارك في العدوان الثلاثي على مصر وضرب المدن في بورسعيد والإسماعيلية والسويس وتشريد أهلها.
• في يونيو 1967 الاعتداء الصهيوني على الأراضي المصرية والسورية والأردنية: وضم الضفة وقطاع غزة وسيناء والجولان واستشهاد أكثر من أربعة آلاف جندي على الجبهة المصرية وحدها.
• 1967 – 1968 : إسرائيل تقتل حوالي ألف أسير مصري وتدفن الكثير منهم أحياء في صحراء سيناء.
• 29/8/1969: إحراق المسجد الأقصى من قبل المتطرفين اليهود.
• 12 / فبراير 1970 : الاعتداء الصهيوني على مدرسة بحر البقر المصرية بمحافظة الشرقية ومصانع أبي زعبل واستشهاد أكثر من 150 تلميذاً وعاملاً.
• في 1971 ، 1972 ، 1973 ويناير 1979: اغتيال الموساد الإسرائيلي مجموعة من القيادات الفلسطينية في بيروت وروما وباريس منهم وائل زعيتر وغسان كنفاني ومحمود الهمشري وكمال ناصر وكمال عدوان ومحمد النجار (أبو يوسف) وعلي حسن سلامة.
• 1980 : محاولة لنسف المسجد الأقصى من قبل منظمة (كاخ) اليهودية المتطرفة واكتشاف شحنة متفجرات زنتها 120 كجم.
• مذبحة (داراس) : وقد دمرت القرية بأكملها وقد سقط فيها أكثر من 60شهيداً.
• مذبحة (دير أيوب) والرملة: وسقط فيها 111 شهيداً.
• في يونيو 1981 : ضرب العدو الصهيوني المفاعل النووي العراقي.
• أغسطس 1982: غزو لبنان واحتلال الجنوب وارتكاب أبشع مذبحة في التاريخ (مذبحة صابرا وشاتيلا) وقد استمر إطلاق النار والمذابح فيها للمدنيين 48 ساعة متصلة سقط فيها ثلاثة آلاف وخمسمائة شهيداً.
• إبريل 1986 : الاعتداء الوحشي على مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس واغتيال أبو جهاد.
• ديسمبر 1987 : بداية الانتفاضة الفلسطينية وتقول جماعات حقوق الإنسان إن إسرائيل قتلت نحو ألف وخمسمائة فلسطيني على مدى ستة أعوام من الانتفاضة.
• نوفمبر 1994: استشهاد الدكتور/ هاني العابد ــ عضو حركة الجهاد الإسلامي على يد الموساد.
• رمضان 1994: مذبحة قانا واستشهاد 105 رغم احتمائهم بمكاتب الأمم المتحدة بلبنان!!
• رمضان 1994: مذبحة الحرم الإبراهيمي واستشهاد 60 مصلياً في صلاة الفجر على يد المتطرف (باروخ).
• وفي 1995: أيضاً استشهاد د/ فتحي الشقاقي ــ رئيس حركة الجهاد الإسلامي على يد الموساد.
• 5 يناير 1996 : استشهاد ( يحيى عياش) مهندس العمليات الاستشهادية في حركة (حماس).
• سبتمبر 1996 : اكتشاف نفق أسفل المسجد الأقصى حفره اليهود تعمداً لهدم المسجد وإقامة الهيكل.
• في 1997 : قيام المتطرفة (نتانيا) بتوزيع ملصقات تسيء إلى الإسلام وتسخر من الرسول ص والقرآن الكريم.
وما خفي كان أعظم..
اغتيـال العلماء العرب :
حكمت إسرائيل على الدولة العربية ــ منذ قيام هذه الدويلة اللقيطة ــ بضرورة استمرار التخلف ، ولذلك فإن هناك صراعاً خفياً بين إسرائيل من جانب وبين كافة الدول العربية في محاولة إسرائيلية دؤوبة لمنع التقدم العلمي العربي، ولذا فقد قام الموساد باغتيال عالم الذرة المصري الدكتور/ يحيى المشدّ في 14 يونيو 1980 وقد كان للدكتور (المشد) الفضل في محاولة إنجاز المفاعلين النوويين العراقيين ( ).
وفي 27 يناير 1975 اختفى عالم الذرة المصري أو عبقري الذرة كما أطلقت عليه صحف تشيكوسلوفاكيا الدكتور (نبيل القليني) إلى الأبد.. خرج من بيته ولم يعد .. وأُسدل الستار عن هذه الجريمة .. ونعود إلى الوراء قليلاً وفي 15 أغسطس 1952 قتل الموساد عالمة الذرة الدكتورة (سميرة موسى) أول معيدة في الجامعات المصرية والتي قال عنها الدكتور والعالم البريطاني (بدفورد) .. (إن سميرة موسى قد تغير وجه الإنسانية لو وجدت المعونة الكافية) .. ويستمر مسلسل اغتيال علمائنا .. تمثيليات غير محبوكة عن الانتحار مثل العلاّمة (سعيد بدير) أو بزعم القضاء والقدر كما حدث في القصة الغامضة لعبقري مصر الدكتور (جمال حمدان) واختفاء مسودات كتابه عن اليهود!! وغيرهـم وغيرهم . .وما خَفِي كان أعظم.
قتل الأسرى الـمصرييـن:
أمَا آن للشعب المصري أن يعرف حقيقة أبشع هزيمة حلت به في التاريخ.. هزيمة يونيو 1967.. والتي اختاروا لها اسم الدلع (نكسة) .. لقد ذهبت قواتنا إلى سيناء بدون تدريب جيد لأن التدريب يحتاج إلى أموال طائلة وأموالنا ذهبت إلى حرب اليمن التـي لا ناقة لنا فيها ولا جمل ولم يأخذ جنودنا معهم إلى سيناء سوى الطنطنة الإعلامية والأبواق الكاذبة حتى كان العار الكبير في 1967 وأنهار الدم التـي سالت على رمال سيناء بسبب حركة عنترية للزعيم الكاريزمي سوف يُسأل عنها أمام الله..
إن موضوع قتل الأسرى المصريين يحتاج إلى مجلدات.. وكما ذكر الأسير المصري السابق عقيد مهندس/ محمد حسين يونس في كتابه (خطوات على الأرض المحبوسة) : (إن الجندي المصري لم يحارب في 1967 وإنما ذهب إلى سيناء ليُذبَح ) .. وقد كان لمشهد الذئاب وهي تأكل في جثث جنودنا أثره الرهيب.. حتى إن مراسلة صحيفة ألمانية بكت ولم تستمر مع وفود الصحفيين والمراسلين العالميين الذين جاءت بهم إسرائيل ليشاهدوا الصقور والذئاب وهي تنهش في جثث جنودنا الموتى .. أما مَن تبقى على قيد الحياة منهم فإن جنود جيش الدفاع الإسرائيلي كانوا يتدربون فيهم على دقة التصويب أو بقر البطون بالأسلحة البيضاء وهي عادة يهودية قديمة يمارسونها مع الأسرى والعزّل فقط لأن الجندي اليهودي أجبن من أن يستخدم السلاح الأبيض مع جندي في كامل الاستعداد..
وفي كتاب (إسرائيل من الإرهاب إلى مجازر الدولة) للكاتب اليهودي (إيلان هاليفي) يحكي فيه عن (الوحدة 101) وكان قائدها (شارون) وأنها أجهزت على الجنود المصريين الجرحى في مستشفى شرم الشيخ العسكري عام 1967 وللآن لم يحقق أحد في هذه القضية.. حتى إن أحد ضباط القوات المسلحة المصرية قال: للأسف الشديد فإن الحكومة المصرية قد قامت بالتعتيم الإعلامي لما حدث من القوات الإسرائيلية ضد المدنيين في غزة ورفح وشرم الشيخ..
مأساة تلاميذ بحر البقر:
جاءت الطائرات الفانتوم الأمريكية إلى المدرسة الابتدائية الوحيدة بالقرية وألقى الطيارون الإسرائيليون أطنان القذائف عليها واختلطت جثث القتلى بالجرحى وتلطخت كراسات الصغار بالدماء.. واستشهد ثلاثون طفلاً وأصيب ستة وثلاثون آخرون.. وقد هزت هذه الجريمة الشاعر صلاح جاهين فكتب
أغنية للفنانة شادية.. تصور الأغنية (مُدرّسة) من مدرسة بحر البقر تقف
أمام الصغار وتقول: زرع .. يردّ الصغار : زرع ....... تقول: حَصَدَ .. يرد الصغار: حصد.. ثم تصرخ الفنانة شادية وتقول: قَتَلَ .. قَتَلَ.. ذَبَحَ.. ذَبَحَ .......... وأذيعت هذه الأغنية مرة واحة فقط من التليفزيون المصري ..
وكان لها تأثير خطير على عواطف الشعب وضميره.. مما دفع الحكومة إلى حظر إذاعة هذه الأغنية..
صبرا وشاتيلا .. أبشع مذبحة في التاريخ :
سيتوقف التاريخ طويلاً أمام ما حدث في صابرا وشاتيلا .. وكما قال أحد المثقفين العرب: لو كان للتاريخ (ملف أسود) فإن (صابرا وشاتيلا) تكفيه.. فقد استخدم الجنود الإسرائيليون في مذابحهم ضد المدنيين الفلسطينيين كل أنواع الأسلحة والأساليب القذرة المتنوعة للقتل وخاصة بقر بطون الحوامل والمرأة الفلسطينية دائماً هي الهدف للإسرائيليين لأنها هي التـي تقدم الوقود الدائم وإلى الأبد للثورة الفلسطينية وهي القنبلة البيولوجية التـي ترعب إسرائيل..
يقول الأستاذ/ وجيه أبو ذكري .. (يا سادة .. قبل أن نـمتلك ناصية الشجاعة ونكتب مأساة صابرا وشاتيلا [ نعم الشجاعة ] فإن قسوة ما حدث يجعل الكاتب يلقي بقلمه فزعاً مما يسمع ويسجل ويكتب).
لقد قرأتُ عن معظم المذابح التـي حدثت في التاريخ الإنساني ولكن كل
ما قرأت لا يقارن بما حدث في (صابرا وشاتيلا) .. إن ما حدث من مجزرة رهيبة ضد الصغار والنساء لم يحدث في كل التاريخ.. إن مجزرة صابرا وشاتيلا
لم يحدث مثلها في التاريخ الإنساني كله.. فيا كُتّاب العربية .. لابد أن تعرف الأجيال القادمة تفاصيل ما حدث لنا في صابرا وشاتيلا.. فلا تكونوا شياطين خُرساً..
اليهود في مصــر :
يقول الدكتور/ صلاح عزّ : (منذ أن فتحنا لهم بلادنا ترحب بهم وتحتضنهم وتستقبلهم كسفراء وتسترشد بهم كخبراء وتثق بهم كمستثمرين وزوار مستأمنين إذ بهم يحوّلون ضلوعهم إلى خناجر وصدورهم إلى متفجرات وإذ بالابتسامات المصطنعة تعرب عن ما يخفيه وراءها من حقد وضغائن بالنفوس المريضة والعقول الماكرة.. تعلن عن خبثها فيقدموا لنا الموت على طبق السلام ويدسوا لنا السم مع العسل .. فحمامة السلام وغصن الزيتون رمزا السلام والأمن والعمران تقدمها لنا إسرائيل مليئين بأسمدة وبذور فاسدة تبوّر أراضينا وتفتك بمحاصيلنا ، وبعملات مزيفة تضر باقتصادنا ، وبسواح يحملون أمراضاً خبيثة ومواد مخدرة ، وبجواسيس يتجسسون على مقدرات بلادنا وأوضاعها ويقومون بما يهدد أمن وسلامة الوطن بأكثر مما كانت عليه أيام الحروب..
ففي الأعوام القليلة الماضية قامت أجهزة الأمن المصرية بالقبض على أكثر من شبكة تجسس على مصر لصالح إسرائيل كان من أهمها شبكة (فارس صبحي مصراتي) وابنته (فايقة) بالاشتراك مع المدعو (ديفيد أوفيتس) ، وقد اعترف الأول أنه وابنته يعملان لحساب الموساد وحصلا على أجهزة دقيقة على درجة كبيرة من الحساسية تستخدم في تصوير وتسجيل ونقل الصور والمعلومات كما اعترف الأب بأن ابنته مصابة بمرض الإيدز ومنذ دخولها مصر حتى القبض عليها أقامت علاقات مع عدد كبير من الشبان المصريين مستهدفة إصابتهم بهذا الفيروس القاتل للمساعدة على انتشاره في مصر.. واعترفت الفتاة بما قاله والدها (جريدة الأهرام المسائي 13/2/1992) وفي العام الماضي حكمت محكمة أمن الدولة العليا طوارئ في أحدث قضية تجسس لحساب إسرائيل بمعاقبة مصري وإسرائيليتين هاربتين بالأشغال الشاقة المؤبدة وبتغريم كل منهم مبلغ خمسة آلاف جنيه مصري وألزمتهم بالمصاريف الجنائية وبمعاقبة (عزام متعب عزام) وهو ضابط بالمخابرات الإسرائيلية قُبض عليه في نفس الشبكة بالأشغال الشاقة لمدة خمسة عشر عاماً ، وألزمته بالمصاريف الجنائية .. ومن قبل قُبض على شاب مصري يتجسس على الجماعات الإسلامية في الجامعة لصالح أمريكا ومن ثم إسرائيل ، حيث إن كل معلومات أمريكا عن مصر تصب نهايتها في إسرائيل.
كما كشفت سلطات الموانئ المصرية منذ فترة ليست ببعيدة عن أكبر عملية يهودية منظمة لنشر الإيدز في مصر عن طريق بحارة يهود تبرعوا بدمائهم الملوثة بالفيروس لمكاتب الصحة بالموانئ وأصابوا عشرة مواطنين بمستشفيات السويس بالمرض. وقد أكدت تحاليل معامل الموانئ وجود الفيروس في دماء البحارة اليهود. وقد تم إخضاع مستشفى السويس العام لإجراءات أمن مشددة في أعقاب ذلك (جريدة الحقيقة 18/1/1992) .. فضلاً عن العلاقات الجنسية التـي تقيمها إسرائيليات مصابات بالإيدز مع مصريين في طابا والعريش وغيرهما من مدن سيناء لنفس الغرض.. وقد أفاضت الصحف والمجلات في هذا الموضوع وتناولته السينما المصرية في أحد أفلامها .. وفي مطلع التسعينيات أثناء قيام مكتب مكافحة جرائم (الأحداث) بالقاهرة بالبحث عن الطلبة (المزوغين) من مدارسهم اكتشف أن عدداً من (الأحداث) يترددون بانتظام على شقة لسائح أمريكي وبمداهمة الشقة وجد عدد منهم عرايا كما ولدتهم أمهاتهم متأهبين لممارسة الشذوذ الجنسي معه وهؤلاء الأطفال الذين قُبض عليهم حددوا أسماء أطفال آخرين كانوا يترددون عليه في شقته ، وهذا السائح لم ينتقل فقط بين عدة أحياء داخل المحافظة بل تنقل أيضاً بين عدد من المحافظات (الأهرام 4/3/1990) ..
وتتضح لنا الرؤيا أكثر لو سلمنا بصحة الحقائق التالية: أن هذا السائح مصاب بالإيدز وأنه قبل دخوله مصر عن طريق منفذ رفح مكث ثلاث سنوات في إسرائيل مما يثير حوله شبهة تجنيده في إسرائيل لارتكاب مثل هذه الجريمة وإمداده بما يعينه عليها ، كما أنه بعد ترحيله من البلاد إثر جريمته هذه تمكن مرة أخرى من التسلل والدخول إليها بعد أن غيّر اسمه وبعض ملامحه مما يؤكد أن مجيئه إلى مصر لم يكن من أجل السياحة أو خلافها ولكن من أجل مخططه الدنيء في نشر الإيدز ببلادنا (الأهرام 1/12/1990) .. وقد كانت تقيم مع هذا السائح فتاة إنجليزية تحترف البغاء اختفت قبل القبض عليه.. وقد أثبتت أبحاث المعامل المركزية أن هناك أربع حالات بين الأطفال الذين تم التحفظ عليهم ثبت تعرضهم للإصابة بالإيدز (الأهرام 4/3/1990).
كما ضبط ثمانون أجنبياً من المقيمين بمصر مرضى بالإيدز (أخبار اليوم 7/3/1990) وقد كشف بحث طبي كان هدفه الكشف عن مرض الصفراء أن نسبة 6 في المائة من العينة موضع الدراسة مصابون بالإيدز كلهم من بين الطبقات الدنيا التـي تعمل في خدمات لها علاقات بالأجانب وخطورة هذه الطبقة أنها تعود إلى أسرها لتمارس حياتها الزوجية مما يزيد من فرص نقل العدوى إلى الطرف الآخر ، ومن ثم إلى المواليد الجدد الذين تنـتـقل إليهم العدوى بعد إصابة الوالدين بها (الأهرام 4/3/1990).
كذلك قيامها بإلقاء مئات الأطنان من مواد كيماوية سامة في مياه البحر المتوسط وتلك العملية تستمر منذ عشر سنوات ومستمرة حتى الآن ، وهذه المواد ضارة بالبيئة وبكل الكائنات الحية لأنها تحتوي على معادن ثقيلة مثل الزنك والرصاص والكروم والنيكل وهي جميعها محظورة لخطورتها (جريدة الدستور 27/8/1997) ولا يغيب عن أذهاننا مشروع دفن النفايات النووية الأمريكية في الصحراء المصرية والذي أجهضه المخلصون من أبناء مصر ولولاهم لأصبحت مصر الآن مقبرة النفايات النووية للعالم.. وبالقرب أيضاً من الشواطئ المصرية تتسرب ليل نهار ذبذبات لاسلكية تنتشر داخل المياه الإقليمية المصرية قادمة من السواحل الإسرائيلية والتي تستقر أمام شواطئها أقفاص عملاقة على بعد 11 ميلاً بحرياً غرب تل أبيب ، وهذه الذبذبات مربوطة بشبكة الأقمار الصناعية الإسرائيلية بهدف سرقة ثروة مصر من الأسماك وهذا ما يحدث خلال السنوات الخمس الأخيرة (مجلة روز اليوسف 1/9/1997).
وفي عام 1987 انتشر مرض (الفاروا) في مناحل العسل في مصر وكانت بداية ظهوره في العريش قادماً إليها عن طريق تهريب ملكات النحل من إسرائيل عقب معاهدة السلام ثم انتشر على مستوى الجمهورية وأصبح يهدد محصول عسل النحل بكارثة وسوف يؤثر هذا المرض على إنتاجية المحاصيل الزراعية وخاصة الفواكه حيث إن حشرة نحل العسل تقوم بدور كبير في تلقيح النباتات ومعنى تدمير عدد كبير من خلايا النحل هو عدم وجود وسيلة لإتمام التلقيح وبالتالي سوف يؤثر ذلك على إنتاجية المحاصيل الزراعية المختلفة..
وللأسف فإن استخدام المبيدات الحشرية لمقاومة هذا المرض أدى إلى تلوث العسل ومنتجات النحل الأخرى بهذه المبيدات مما يؤثر على صحة الإنسان (الوفد 12/6/1997).
هذا فضلاً عن الشتلات الزراعية والبذور والأسمدة التـي تأتي إلينا من إسرائيل وقد ثبت أن ضررها أكثر من نفعها كما تم القبض على أكثر من عملية تهريب للمخدرات بأنواعها المختلفة من إسرائيل أو من دول أخرى إلى مصر قام بها مهربون غير مصريين أشهرهم اليهودي يوسف طحان..
والله أعلم كم من أمثال هذه الجرائم وأخطر منها لم يضبط أو ضُبط ولم يعلن عنه لأسباب مختلفة .. عموماً .. هذا بعضٌ من كلٍ وقطرةٌ من بحرٍ.. ولهذا نؤكد أنهم ما يزالون يخططون لتدمير كيان أمتنا وقتل أبنائنا ولم ولن يتوانوا عن ذلك لحظة .. مصداقاً لقوله تعالى وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ
لقد شبع التاريخ الإنساني وارتوى.. شبع حتى التخمة .. وارتوى حتى الثمالة من المآسي والغرائب والعجائب ولكن التاريخ لم ولن يرى أغرب ولا أحقر من اليهود .. مهما حاول المتنطعون وتفلسف المتفلسفون وحملة المباخر..
والتاريخ هو ظل الإنسان على الأرض.. والأرض هي المسرح الذي لا يألو جهداً في تبديل الأدوار والمجاميع والأبطال ولكنه لا يستطيع أبداً أن يغيّر الأحداث ولا يلوّن الظل!!
كان أول اسم يظهر على صلة بالمشكلة اليهودية في صورتها الحديثة هو (موسى مونتفيوري) ــ تاجر يهودي إيطالي ثري أتى إلى مصر في عهد (محمد علي) بعد أن زار فلسطين وعرض على (محمد علي) مالاً كثيراً في سبيل شراء أرض في فلسطين ليقيم عليها معسكرات يهودية ولكنه يفشل في مهمته ويموت في عام 1885 وقد بلغ المائة.. ويتلقف منه اللواء الصحفي النمساوي (تيودور هرتزل) الفكرة..
لم يكن في فلسطين حتى عام 1918 سوى 55 ألفاً من اليهود ولم تكن فكرة الهجرة إلاّ في خاطر الذين تعرضوا للاضطهاد ، ولما نبتت الدولة اليهودية في رأس (هرتزل) في كتابه (الدولة اليهودية) لم يُحَرّض اليهود كافة على الهجرة بل وجه نداءه فقط إلى الذين تسوء ظروفهم تحت حكم الدولة التـي يعيشون فيها .. على أن الأهم من ذلك أن (هرتزل) لم يدع مطلقاً إلى إنشاء دولة يهودية في فلسطين ، وكان يقول: (أعطونا أية قطعة من الأرض تتناسب وحاجات شعبنا وتكون لنا السيادة عليها) ..
(أوغندا) بدلاً من (فلسطين) :
كانت دولة (أوغندا) بالقارة الإفريقية هي المرشحة لإقامة دولة إسرائيل عليها بدلاً من فلسطين .. وفيما يدل على أن اليهود لم يكونوا مصممين على إقامة دولتهم في فلسطين أنه حينما عُرض المشروع على المؤتمر الصهيوني عام 1901 على إقامة دولة إسرائيل بأوغندا وافق على هذا الاقتراح 298 من الأعضاء وعارضه 178 فقط ولكن التنجيم السياسي لعب دوره هنا ووقف مع الأقلية حتى كان وعد (بلفور) المشئوم في 1917 والذي أعطى فيه مَن لا يملك إلى مَن لا يستحق قطعة من الجسد العربي وليتحول شعب فلسطين إلى (هنود حمر) القرن العشرين..
ولذا فنحن نختلف مع الأستاذ فتحي رضوان في أن (هرتزل) لم يحدد فلسطين بالاسم لأن (فلسطين) هي أرض الميعاد وحلم اليهود منذ الأزل ، وقد قال عنها (هرتزل) : إنها الركن الموبوء والبالي من الشرق.. إننا نريد أن نطهر بلداً من الوحوش الضارية.. ولن نحمل القوس والرمح ولن نذهب فرادى في إثر الدببة كما كانوا يفعلون في أوربا في القرن الخامس ، ولكننا سننظم حملة جماعية مجهزة ونطرد الحيوانات ونرمي وسطهم قنابل شديدة التفجير..
المصريون والفلسطينيون :
يقول الأستاذ عباس محمود العقاد في كتابه (حياة قلم) : ” أحسب أن المصريين والفلسطينيين في مجال الهجرة فرسا رهان، فمن فلسطين مهاجرون في مصر، ومن مصر مهاجرون في فلسطين “..
وما أكثر أيام التاريخ التـي كانت فيها مصر وفلسطين بلداً واحداً، ومعروف أن حملة إبراهيم باشا إلى الشام في القرن الماضي حملت معها الكثير من العائلات المصرية للإقامة في فلسطين كما لجأت عائلات مصرية أخرى إلى فلسطين فراراً من السخرة أيام حفر قناة السويس.. ويحكي لنا التاريخ أنه في بداية الحملة الفرنسية على مصر لجأ الكثير من المصريين إلى فلسطين.. وعندما استولى (نابليون) على (يافا) في مارس 1799 وجد فيها أربعمائة (400 ) مصري من بينهم الزعيم (عمر مكرم) ، كما لجأ إليها أيضاً (عبدالله النديم) ــ أحد زعماء الثورة العرابية ــ وعندما أخمدت حركة المقاومة الشعبية التـي قادها (حسن طوبار) في بحيرة المنزلة نزح هو أيضاً إلى غزة.. وليس غريباً أن العديد من العائلات الفلسطينية مازالت تحمل أسماء مصرية مثل عائلات المصري والدمياطي والزعبلاوي والشرقاوي والأنشاصي والعرايشي والقمحاوي والصعيدي والإسكندراني.. ولكن هل معنى هذا التسليم بادعاءات الحركة الصهيونية التـي تصورت أن علاقات فلسطين بالعروبة مخرجاً ، فزعمت أن الفلسطينيين يمكنهم النزوح إلى البلاد العربية الممتدة من المحيط إلى الخليج..
إن الفلسطيني عربيّ مثلما الجزائري عربي.. فلا تلغى عروبته جزائريته،
ولا تلغي فلسطينية الفلسطيني عروبته بأي حال ، ولا تملك قوة حق انتزاعه من وطنه وبيته..
لقد قطع الفلسطينيون رحلة شاقة طويلة لإعادة أنفسهم ووطنهم إلى ذاكرة العالم بعد أن حذف العالم فلسطين من خرائطه..
التلمـــــــــــود :
إن الوحي ليس المصدر الحقيقي لأسفار العهد القديم ، ولكن هذه الأسفار من وضع أجيال متعددة، وأضيفت إليها قرارات المحافل اليهودية، فلقد كان زعماء اليهود يدفعون بقراراتهم لتصبح جزءاً من أسفار العهد القديم،
ثم تمخض عن العهد القديم ما عُرف باسم (التلمود) وبعدها قرارات (بروتوكولات حكماء صهيون) وأصبح هذا الميراث الضخم هو الذي يحدد سلوك اليهود في كل بقاع العالم وعبر التاريخ الإنساني..
الإرهابيون الأوائل جيراننا الجــدد:
يطرح الأستاذ/ وجيه أبو ذكري ــ في كتابه (الإرهابيون الأوائل) هذا الاستفهام : مَن جاء بالعنف السياسي في شرقنا العربي ؟ إنهم اليهود.. جيراننا الجدد.. لكن من زرع هذه النوازع الإرهابية في نفوس اليهود ؟ والجواب دون عناء هم حاخامات اليهود عبر التاريخ .. الذين وصفوا الربّ بأنه (رجل حرب) بل وأنه أمرهم بالآتي:
• التجسس :
(( ثم كلم الرب موسى قائلاً : ارسل رجالاً ليتجسسوا على أرض كنعان التـي أنا معطيها لبني إسرائيل)) .. هذه كلمات تلمودهم كما ذكرها الدكتور أحمد شلبي في سلسلة (مقارنة الأديان) ثم يشرح لهم (الرب) طريقة التجسس فيقول: ((انظروا الأرض ما هي ، والشعب الساكن فيها أقويّ هو أم ضعيف، قليل أم كثير، وكيف هي الأرض التـي هو ساكن فيها ، جيدة أم رديئة ، وما هي المدن التـي هو ساكن فيها ؛ مخيمات أو حصون ))
• إجلاء الشعوب:
يقول سِفْر التثنية (الرب إلهك يطرد هؤلاء الشعوب من أمامك ويرفع ملوكهم إلى يدك فتمحوا اسمهم من تحت السماء) ، ( الرب يذلهم أمامك فتطردهم وتهلكهم سريعاً كلما كلمك الرب) ..
• العنــف:
(( فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال وكل امرأة عرفت رجلاً بمضاجعة رجل اقتلوها ))..
• الخديـعـة:
ورد في سفر التثنية : ((وحين تقترب من مدينة لكي تحاربها استدعها للصلح فإن إجابتك للصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون للتسخير ويستعبد لك وإن لم تسالمك بل عملت معك حرباً فحاصرها واضرب جميع ذكورها بحد السيف ، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة فتضمنها لنفسك وتأكل غنيمة أعدائك التـي أعطاها الرب إلهك.. هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جداً التـي ليست من مدن هذه الأمم هناك وأما مدن هذه الشعوب التـي يعطيك الرب إلهك نصيباً فلا تستبق منها نسمة ما))
• القســـــوة:
جاء في سِفْر صموئيل (تولى ودوس يا بنت صهيون لأني أجعل قرنك حديداً، أجعلها نحاساً فتسحقين شعوباً كثيرة، غنيمتهم للرب وترد عنهم لكل الأرض))
هذه المعاني والقيم قد توارثتها أجيال اليهود عبر التاريخ وأصبحت جزءاً من عقيدتهم وسلوكاً مع كل البشر وهذه القيم هي أساس التعامل اليهودي في كل العصور ، وقد شكلت هذه العقيدة شخصية اليهودي في كل أنحاء الدنيا ولكن كل هذه الشرور التـي جاءت في العهد القديم لم تكن كافية (لحكماء اليهود) فأصدروا تعليمات جديدة عرفت بالتلمود ، واعتبرها اليهود استكمالاً لتعاليم سيدنا موسى عليه السلام وبدأت عام 150 ميلادية ، ثم أضاف عليها الحاخامات بعد ذلك تفسيرات أخرى حتى استقرت على ما هي عليه الآن.. ويعتبر اليهود في كل مكان في العالم أن (التلمود) كتاب مقدس لا يقل قدسية عن التوراة..
ونعود إلى الأستاذ (وجيه أبو ذكري) والذي يُلقي الضوء على عدد من الظواهر التـي شكلت الشخصية اليهودية..
• ظاهرة الجيتو :
وهي انعزال اليهود في مكان خاص بهم أطلق عليه (الجيتو) وهي كلمة مشتقة عن الكلمة الإيطالية (يورجيتو) وتعني (حياً من أحياء المدينة) .. وفي الجيتو يسكن اليهود الفقراء والأغنياء ويقومون بطقوسهم بحرية بل إنهم اعتبروا الجيتو دولة خاصة بهم وقد أدى ذلك إلى زيادة الانفصال عن بقية الشعوب الأخرى.. وفي الجيتو (حارة اليهود) في القاهرة أو في الإسكندرية مثلاً ــ كان اليهودي يتعلم كل شيء إلا تاريخ البلد الذي يعيش فيه،
لا يدرس مشاكله أو حتى يلتحق بمدارسه.. لذلك فإن الروح العدائية قد تأصلت داخل نفسية اليهودي تجاه الشعب والأرض التـي يعيش عليها..
• ظاهرة التجارة :
اشتغل اليهود بالتجارة عبر التاريخ انتظاراً للعودة إلى أرض الميعاد ورفضوا العمل في غير التجارة لسهولة نقل الأموال والتجارة من مكان إلى آخر حتى أصبحت كلمة تاجر مرادفة لكلمة (يهودي) حتى إنهم يتحكمون في اقتصاد الشعوب وسببوا أزمات اقتصادية كثيرة لاحتكارهم سوق التجارة والمال.. وقد كان عندنا في مصر التاجر اليهودي الثري (باتا) وأيضاً (بنزايون ) و(عدس) و (ريفولي) بالإضافة إلى الذي غير لقبه ليكسب تعافط الشعب وهو (عمر أفندي) اليهودي الداهية الذي يعتبر من أثرى الرجال في مصر في ذلك الوقت..
• ظاهرة الربا:
إذا أردنا تعريف الربا فهو استغلال حاجة الإنسان للمال في لحظة ما لتحقيق أكبر ربحية.. لذلك فقد حرم الإسلام الربا بينما اليهودية لم تحرمها على اليهودي بل أباحتها له بشرط ألا يمارسها مع يهودي آخر!! ، ولكن عليه أن يستغل غير اليهودي .. لذلك أسسوا بنك الرهونات ــ حيث كان البنك اليهودي يقرض غير اليهودي بفوائد باهظة قد تصل إلى 200% ، وفي حالة عدم السداد يبيع البنك مارهن لديه سواء كان ذهباً أم فضة أم عقاراً أم أرضاً زراعية.. وكان في مصر ــ إلى وقت قريب ــ بنك يهودي للرهونات، أدى هذا البنك إلى إفلاس مئات من المصريين الأثرياء لصالح هذا البنك وكما هو الحال في مصر كان في كل مكان من الوطن العربي بما في ذلك فلسطين..
• ظاهرة يهود البلاط:
ولأن اليهود خارج نطاق المجتمع الذي يعيشون فيه ، ولأنهم لا يتجاوبون مع آمال وأهداف الشعب الذي يعيشون على أرضه ولأنهم يشكلون قوة اقتصادية طفيلية في المجتمع من خلال التجارة والربا فلقد تحالف اليهود مع السلطة في الوطن الذي يعيشون فيه، يقدمون لها بسخاء مقابل حمايتهم من سخط الشعوب وتسهيل عملياتهم التجارية.. وكما جاء في موسوعة المفاهيم والمصطلحات الصهيونية للدكتور/ عبدالوهاب المسيري ، بأن الجماعات اليهودية في الأحوال العادية لم تكن خاضعة للسلطات المحلية وكان سيدها الوحيد هو الملك تؤدي إليه المال بسخاء لتبتاع منه الميثاق الذي يحمي حقوقها الدينية والاقتصادية..
• تنمية ظاهرة الإرهاب:
بعد أن استقر اليهود في فلسطين وأقاموا دولتهم وضعوا برنامجاً تربوياً مخيفاً يهدف إلى تنمية الإرهاب في نفوس (الصابرا) وهم اليهود الذين ولدوا في فلسطين ولم يعيشوا حياة الجيتو ، ويهدف هذا البرنامج التربوي إلى تنشيط الذاكرة اليهودية بما حدث لآبائهم وأجدادهم في الشتات لتظل الروح اليهودية في حالة استنفار دائم ضد الغير وحماية (الدولة) بكل الوسائل بما في ذلك الوسائل الإرهابية خوفاً من العودة إلى الشتات .. لذلك فإن دماء الغير مستباحة أمام (الصابرا) للحفاظ على أكبر وآخر [ جيتو ] يهودي في التاريخ وهو إسرائيل..
السجل الدموي لليهود في خمسين سنة: (1948 ــ 1998)
• مذبحة دير ياسين : إبريل 1948 ، واستشهد خلالها 254 وفر أكثر من 30 ألف فلسطيني.
• مذبحة نصر الدين : في إبريل 1948 ، وقد أبيدت القرية بأكملها
إلا 40فلسطينياً تمكنوا من الفرار.
• مذبحة صالحة: مايو 1948 ، واستشهد خلالها 75 مواطناً فلسطينياً.
• مذبحة اللُــد : يوليو 1948 واستشهد خلالها أكثر من 350 فلسطينياً ورموا الكثير منهم في آبار البلدة أحياءً.
• مذبحة الدوايمـة: أكتوبر 1948 ، واستشهد خلالها أكثر من 250 ، ورموا الكثير منهم أحياءً في آبار البلدة.
• مع نهاية أكتوبر 1948: تحول 900 ألف فلسطيني إلى لاجئين ، وتم تدمير أكثر من 400 قرية.
• مذبحة شرفـات: فبراير 1951 ، وسقط فيها 11 شهيداً وشرد باقي أهل القرية.
• مذبحة بيت لحم: يناير 1952 وسقط فيها 10 شهداء.
• مذبحة قليقلة: أكتوبر 1952 دمرت القرية بأكملها وشرد أهلها.
• مذبحة قـبـيـــة : 24/10/1952 دمر خلالها 56 منزلاً وسقط فيها
67 شهيداً.
• مذبحة غزة : فبراير 1955 ، وسقط خلالها 26 شهيداً.
• مذبحة كفر قاسم: أكتوبر 1956 سقط خلالها 48 شهيداً.
• مذبحة خان يونس: أكتوبر 1956 ، وسقط فيها أكثر من مائة شهيد.
• مذبحة قرية السموع: نوفمبر 1956، وسقط فيها أكثر من 200شهيد.
• في 1956 العدو الصهيوني يحتل غزة: ويشارك في العدوان الثلاثي على مصر وضرب المدن في بورسعيد والإسماعيلية والسويس وتشريد أهلها.
• في يونيو 1967 الاعتداء الصهيوني على الأراضي المصرية والسورية والأردنية: وضم الضفة وقطاع غزة وسيناء والجولان واستشهاد أكثر من أربعة آلاف جندي على الجبهة المصرية وحدها.
• 1967 – 1968 : إسرائيل تقتل حوالي ألف أسير مصري وتدفن الكثير منهم أحياء في صحراء سيناء.
• 29/8/1969: إحراق المسجد الأقصى من قبل المتطرفين اليهود.
• 12 / فبراير 1970 : الاعتداء الصهيوني على مدرسة بحر البقر المصرية بمحافظة الشرقية ومصانع أبي زعبل واستشهاد أكثر من 150 تلميذاً وعاملاً.
• في 1971 ، 1972 ، 1973 ويناير 1979: اغتيال الموساد الإسرائيلي مجموعة من القيادات الفلسطينية في بيروت وروما وباريس منهم وائل زعيتر وغسان كنفاني ومحمود الهمشري وكمال ناصر وكمال عدوان ومحمد النجار (أبو يوسف) وعلي حسن سلامة.
• 1980 : محاولة لنسف المسجد الأقصى من قبل منظمة (كاخ) اليهودية المتطرفة واكتشاف شحنة متفجرات زنتها 120 كجم.
• مذبحة (داراس) : وقد دمرت القرية بأكملها وقد سقط فيها أكثر من 60شهيداً.
• مذبحة (دير أيوب) والرملة: وسقط فيها 111 شهيداً.
• في يونيو 1981 : ضرب العدو الصهيوني المفاعل النووي العراقي.
• أغسطس 1982: غزو لبنان واحتلال الجنوب وارتكاب أبشع مذبحة في التاريخ (مذبحة صابرا وشاتيلا) وقد استمر إطلاق النار والمذابح فيها للمدنيين 48 ساعة متصلة سقط فيها ثلاثة آلاف وخمسمائة شهيداً.
• إبريل 1986 : الاعتداء الوحشي على مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس واغتيال أبو جهاد.
• ديسمبر 1987 : بداية الانتفاضة الفلسطينية وتقول جماعات حقوق الإنسان إن إسرائيل قتلت نحو ألف وخمسمائة فلسطيني على مدى ستة أعوام من الانتفاضة.
• نوفمبر 1994: استشهاد الدكتور/ هاني العابد ــ عضو حركة الجهاد الإسلامي على يد الموساد.
• رمضان 1994: مذبحة قانا واستشهاد 105 رغم احتمائهم بمكاتب الأمم المتحدة بلبنان!!
• رمضان 1994: مذبحة الحرم الإبراهيمي واستشهاد 60 مصلياً في صلاة الفجر على يد المتطرف (باروخ).
• وفي 1995: أيضاً استشهاد د/ فتحي الشقاقي ــ رئيس حركة الجهاد الإسلامي على يد الموساد.
• 5 يناير 1996 : استشهاد ( يحيى عياش) مهندس العمليات الاستشهادية في حركة (حماس).
• سبتمبر 1996 : اكتشاف نفق أسفل المسجد الأقصى حفره اليهود تعمداً لهدم المسجد وإقامة الهيكل.
• في 1997 : قيام المتطرفة (نتانيا) بتوزيع ملصقات تسيء إلى الإسلام وتسخر من الرسول ص والقرآن الكريم.
وما خفي كان أعظم..
اغتيـال العلماء العرب :
حكمت إسرائيل على الدولة العربية ــ منذ قيام هذه الدويلة اللقيطة ــ بضرورة استمرار التخلف ، ولذلك فإن هناك صراعاً خفياً بين إسرائيل من جانب وبين كافة الدول العربية في محاولة إسرائيلية دؤوبة لمنع التقدم العلمي العربي، ولذا فقد قام الموساد باغتيال عالم الذرة المصري الدكتور/ يحيى المشدّ في 14 يونيو 1980 وقد كان للدكتور (المشد) الفضل في محاولة إنجاز المفاعلين النوويين العراقيين ( ).
وفي 27 يناير 1975 اختفى عالم الذرة المصري أو عبقري الذرة كما أطلقت عليه صحف تشيكوسلوفاكيا الدكتور (نبيل القليني) إلى الأبد.. خرج من بيته ولم يعد .. وأُسدل الستار عن هذه الجريمة .. ونعود إلى الوراء قليلاً وفي 15 أغسطس 1952 قتل الموساد عالمة الذرة الدكتورة (سميرة موسى) أول معيدة في الجامعات المصرية والتي قال عنها الدكتور والعالم البريطاني (بدفورد) .. (إن سميرة موسى قد تغير وجه الإنسانية لو وجدت المعونة الكافية) .. ويستمر مسلسل اغتيال علمائنا .. تمثيليات غير محبوكة عن الانتحار مثل العلاّمة (سعيد بدير) أو بزعم القضاء والقدر كما حدث في القصة الغامضة لعبقري مصر الدكتور (جمال حمدان) واختفاء مسودات كتابه عن اليهود!! وغيرهـم وغيرهم . .وما خَفِي كان أعظم.
قتل الأسرى الـمصرييـن:
أمَا آن للشعب المصري أن يعرف حقيقة أبشع هزيمة حلت به في التاريخ.. هزيمة يونيو 1967.. والتي اختاروا لها اسم الدلع (نكسة) .. لقد ذهبت قواتنا إلى سيناء بدون تدريب جيد لأن التدريب يحتاج إلى أموال طائلة وأموالنا ذهبت إلى حرب اليمن التـي لا ناقة لنا فيها ولا جمل ولم يأخذ جنودنا معهم إلى سيناء سوى الطنطنة الإعلامية والأبواق الكاذبة حتى كان العار الكبير في 1967 وأنهار الدم التـي سالت على رمال سيناء بسبب حركة عنترية للزعيم الكاريزمي سوف يُسأل عنها أمام الله..
إن موضوع قتل الأسرى المصريين يحتاج إلى مجلدات.. وكما ذكر الأسير المصري السابق عقيد مهندس/ محمد حسين يونس في كتابه (خطوات على الأرض المحبوسة) : (إن الجندي المصري لم يحارب في 1967 وإنما ذهب إلى سيناء ليُذبَح ) .. وقد كان لمشهد الذئاب وهي تأكل في جثث جنودنا أثره الرهيب.. حتى إن مراسلة صحيفة ألمانية بكت ولم تستمر مع وفود الصحفيين والمراسلين العالميين الذين جاءت بهم إسرائيل ليشاهدوا الصقور والذئاب وهي تنهش في جثث جنودنا الموتى .. أما مَن تبقى على قيد الحياة منهم فإن جنود جيش الدفاع الإسرائيلي كانوا يتدربون فيهم على دقة التصويب أو بقر البطون بالأسلحة البيضاء وهي عادة يهودية قديمة يمارسونها مع الأسرى والعزّل فقط لأن الجندي اليهودي أجبن من أن يستخدم السلاح الأبيض مع جندي في كامل الاستعداد..
وفي كتاب (إسرائيل من الإرهاب إلى مجازر الدولة) للكاتب اليهودي (إيلان هاليفي) يحكي فيه عن (الوحدة 101) وكان قائدها (شارون) وأنها أجهزت على الجنود المصريين الجرحى في مستشفى شرم الشيخ العسكري عام 1967 وللآن لم يحقق أحد في هذه القضية.. حتى إن أحد ضباط القوات المسلحة المصرية قال: للأسف الشديد فإن الحكومة المصرية قد قامت بالتعتيم الإعلامي لما حدث من القوات الإسرائيلية ضد المدنيين في غزة ورفح وشرم الشيخ..
مأساة تلاميذ بحر البقر:
جاءت الطائرات الفانتوم الأمريكية إلى المدرسة الابتدائية الوحيدة بالقرية وألقى الطيارون الإسرائيليون أطنان القذائف عليها واختلطت جثث القتلى بالجرحى وتلطخت كراسات الصغار بالدماء.. واستشهد ثلاثون طفلاً وأصيب ستة وثلاثون آخرون.. وقد هزت هذه الجريمة الشاعر صلاح جاهين فكتب
أغنية للفنانة شادية.. تصور الأغنية (مُدرّسة) من مدرسة بحر البقر تقف
أمام الصغار وتقول: زرع .. يردّ الصغار : زرع ....... تقول: حَصَدَ .. يرد الصغار: حصد.. ثم تصرخ الفنانة شادية وتقول: قَتَلَ .. قَتَلَ.. ذَبَحَ.. ذَبَحَ .......... وأذيعت هذه الأغنية مرة واحة فقط من التليفزيون المصري ..
وكان لها تأثير خطير على عواطف الشعب وضميره.. مما دفع الحكومة إلى حظر إذاعة هذه الأغنية..
صبرا وشاتيلا .. أبشع مذبحة في التاريخ :
سيتوقف التاريخ طويلاً أمام ما حدث في صابرا وشاتيلا .. وكما قال أحد المثقفين العرب: لو كان للتاريخ (ملف أسود) فإن (صابرا وشاتيلا) تكفيه.. فقد استخدم الجنود الإسرائيليون في مذابحهم ضد المدنيين الفلسطينيين كل أنواع الأسلحة والأساليب القذرة المتنوعة للقتل وخاصة بقر بطون الحوامل والمرأة الفلسطينية دائماً هي الهدف للإسرائيليين لأنها هي التـي تقدم الوقود الدائم وإلى الأبد للثورة الفلسطينية وهي القنبلة البيولوجية التـي ترعب إسرائيل..
يقول الأستاذ/ وجيه أبو ذكري .. (يا سادة .. قبل أن نـمتلك ناصية الشجاعة ونكتب مأساة صابرا وشاتيلا [ نعم الشجاعة ] فإن قسوة ما حدث يجعل الكاتب يلقي بقلمه فزعاً مما يسمع ويسجل ويكتب).
لقد قرأتُ عن معظم المذابح التـي حدثت في التاريخ الإنساني ولكن كل
ما قرأت لا يقارن بما حدث في (صابرا وشاتيلا) .. إن ما حدث من مجزرة رهيبة ضد الصغار والنساء لم يحدث في كل التاريخ.. إن مجزرة صابرا وشاتيلا
لم يحدث مثلها في التاريخ الإنساني كله.. فيا كُتّاب العربية .. لابد أن تعرف الأجيال القادمة تفاصيل ما حدث لنا في صابرا وشاتيلا.. فلا تكونوا شياطين خُرساً..
اليهود في مصــر :
يقول الدكتور/ صلاح عزّ : (منذ أن فتحنا لهم بلادنا ترحب بهم وتحتضنهم وتستقبلهم كسفراء وتسترشد بهم كخبراء وتثق بهم كمستثمرين وزوار مستأمنين إذ بهم يحوّلون ضلوعهم إلى خناجر وصدورهم إلى متفجرات وإذ بالابتسامات المصطنعة تعرب عن ما يخفيه وراءها من حقد وضغائن بالنفوس المريضة والعقول الماكرة.. تعلن عن خبثها فيقدموا لنا الموت على طبق السلام ويدسوا لنا السم مع العسل .. فحمامة السلام وغصن الزيتون رمزا السلام والأمن والعمران تقدمها لنا إسرائيل مليئين بأسمدة وبذور فاسدة تبوّر أراضينا وتفتك بمحاصيلنا ، وبعملات مزيفة تضر باقتصادنا ، وبسواح يحملون أمراضاً خبيثة ومواد مخدرة ، وبجواسيس يتجسسون على مقدرات بلادنا وأوضاعها ويقومون بما يهدد أمن وسلامة الوطن بأكثر مما كانت عليه أيام الحروب..
ففي الأعوام القليلة الماضية قامت أجهزة الأمن المصرية بالقبض على أكثر من شبكة تجسس على مصر لصالح إسرائيل كان من أهمها شبكة (فارس صبحي مصراتي) وابنته (فايقة) بالاشتراك مع المدعو (ديفيد أوفيتس) ، وقد اعترف الأول أنه وابنته يعملان لحساب الموساد وحصلا على أجهزة دقيقة على درجة كبيرة من الحساسية تستخدم في تصوير وتسجيل ونقل الصور والمعلومات كما اعترف الأب بأن ابنته مصابة بمرض الإيدز ومنذ دخولها مصر حتى القبض عليها أقامت علاقات مع عدد كبير من الشبان المصريين مستهدفة إصابتهم بهذا الفيروس القاتل للمساعدة على انتشاره في مصر.. واعترفت الفتاة بما قاله والدها (جريدة الأهرام المسائي 13/2/1992) وفي العام الماضي حكمت محكمة أمن الدولة العليا طوارئ في أحدث قضية تجسس لحساب إسرائيل بمعاقبة مصري وإسرائيليتين هاربتين بالأشغال الشاقة المؤبدة وبتغريم كل منهم مبلغ خمسة آلاف جنيه مصري وألزمتهم بالمصاريف الجنائية وبمعاقبة (عزام متعب عزام) وهو ضابط بالمخابرات الإسرائيلية قُبض عليه في نفس الشبكة بالأشغال الشاقة لمدة خمسة عشر عاماً ، وألزمته بالمصاريف الجنائية .. ومن قبل قُبض على شاب مصري يتجسس على الجماعات الإسلامية في الجامعة لصالح أمريكا ومن ثم إسرائيل ، حيث إن كل معلومات أمريكا عن مصر تصب نهايتها في إسرائيل.
كما كشفت سلطات الموانئ المصرية منذ فترة ليست ببعيدة عن أكبر عملية يهودية منظمة لنشر الإيدز في مصر عن طريق بحارة يهود تبرعوا بدمائهم الملوثة بالفيروس لمكاتب الصحة بالموانئ وأصابوا عشرة مواطنين بمستشفيات السويس بالمرض. وقد أكدت تحاليل معامل الموانئ وجود الفيروس في دماء البحارة اليهود. وقد تم إخضاع مستشفى السويس العام لإجراءات أمن مشددة في أعقاب ذلك (جريدة الحقيقة 18/1/1992) .. فضلاً عن العلاقات الجنسية التـي تقيمها إسرائيليات مصابات بالإيدز مع مصريين في طابا والعريش وغيرهما من مدن سيناء لنفس الغرض.. وقد أفاضت الصحف والمجلات في هذا الموضوع وتناولته السينما المصرية في أحد أفلامها .. وفي مطلع التسعينيات أثناء قيام مكتب مكافحة جرائم (الأحداث) بالقاهرة بالبحث عن الطلبة (المزوغين) من مدارسهم اكتشف أن عدداً من (الأحداث) يترددون بانتظام على شقة لسائح أمريكي وبمداهمة الشقة وجد عدد منهم عرايا كما ولدتهم أمهاتهم متأهبين لممارسة الشذوذ الجنسي معه وهؤلاء الأطفال الذين قُبض عليهم حددوا أسماء أطفال آخرين كانوا يترددون عليه في شقته ، وهذا السائح لم ينتقل فقط بين عدة أحياء داخل المحافظة بل تنقل أيضاً بين عدد من المحافظات (الأهرام 4/3/1990) ..
وتتضح لنا الرؤيا أكثر لو سلمنا بصحة الحقائق التالية: أن هذا السائح مصاب بالإيدز وأنه قبل دخوله مصر عن طريق منفذ رفح مكث ثلاث سنوات في إسرائيل مما يثير حوله شبهة تجنيده في إسرائيل لارتكاب مثل هذه الجريمة وإمداده بما يعينه عليها ، كما أنه بعد ترحيله من البلاد إثر جريمته هذه تمكن مرة أخرى من التسلل والدخول إليها بعد أن غيّر اسمه وبعض ملامحه مما يؤكد أن مجيئه إلى مصر لم يكن من أجل السياحة أو خلافها ولكن من أجل مخططه الدنيء في نشر الإيدز ببلادنا (الأهرام 1/12/1990) .. وقد كانت تقيم مع هذا السائح فتاة إنجليزية تحترف البغاء اختفت قبل القبض عليه.. وقد أثبتت أبحاث المعامل المركزية أن هناك أربع حالات بين الأطفال الذين تم التحفظ عليهم ثبت تعرضهم للإصابة بالإيدز (الأهرام 4/3/1990).
كما ضبط ثمانون أجنبياً من المقيمين بمصر مرضى بالإيدز (أخبار اليوم 7/3/1990) وقد كشف بحث طبي كان هدفه الكشف عن مرض الصفراء أن نسبة 6 في المائة من العينة موضع الدراسة مصابون بالإيدز كلهم من بين الطبقات الدنيا التـي تعمل في خدمات لها علاقات بالأجانب وخطورة هذه الطبقة أنها تعود إلى أسرها لتمارس حياتها الزوجية مما يزيد من فرص نقل العدوى إلى الطرف الآخر ، ومن ثم إلى المواليد الجدد الذين تنـتـقل إليهم العدوى بعد إصابة الوالدين بها (الأهرام 4/3/1990).
كذلك قيامها بإلقاء مئات الأطنان من مواد كيماوية سامة في مياه البحر المتوسط وتلك العملية تستمر منذ عشر سنوات ومستمرة حتى الآن ، وهذه المواد ضارة بالبيئة وبكل الكائنات الحية لأنها تحتوي على معادن ثقيلة مثل الزنك والرصاص والكروم والنيكل وهي جميعها محظورة لخطورتها (جريدة الدستور 27/8/1997) ولا يغيب عن أذهاننا مشروع دفن النفايات النووية الأمريكية في الصحراء المصرية والذي أجهضه المخلصون من أبناء مصر ولولاهم لأصبحت مصر الآن مقبرة النفايات النووية للعالم.. وبالقرب أيضاً من الشواطئ المصرية تتسرب ليل نهار ذبذبات لاسلكية تنتشر داخل المياه الإقليمية المصرية قادمة من السواحل الإسرائيلية والتي تستقر أمام شواطئها أقفاص عملاقة على بعد 11 ميلاً بحرياً غرب تل أبيب ، وهذه الذبذبات مربوطة بشبكة الأقمار الصناعية الإسرائيلية بهدف سرقة ثروة مصر من الأسماك وهذا ما يحدث خلال السنوات الخمس الأخيرة (مجلة روز اليوسف 1/9/1997).
وفي عام 1987 انتشر مرض (الفاروا) في مناحل العسل في مصر وكانت بداية ظهوره في العريش قادماً إليها عن طريق تهريب ملكات النحل من إسرائيل عقب معاهدة السلام ثم انتشر على مستوى الجمهورية وأصبح يهدد محصول عسل النحل بكارثة وسوف يؤثر هذا المرض على إنتاجية المحاصيل الزراعية وخاصة الفواكه حيث إن حشرة نحل العسل تقوم بدور كبير في تلقيح النباتات ومعنى تدمير عدد كبير من خلايا النحل هو عدم وجود وسيلة لإتمام التلقيح وبالتالي سوف يؤثر ذلك على إنتاجية المحاصيل الزراعية المختلفة..
وللأسف فإن استخدام المبيدات الحشرية لمقاومة هذا المرض أدى إلى تلوث العسل ومنتجات النحل الأخرى بهذه المبيدات مما يؤثر على صحة الإنسان (الوفد 12/6/1997).
هذا فضلاً عن الشتلات الزراعية والبذور والأسمدة التـي تأتي إلينا من إسرائيل وقد ثبت أن ضررها أكثر من نفعها كما تم القبض على أكثر من عملية تهريب للمخدرات بأنواعها المختلفة من إسرائيل أو من دول أخرى إلى مصر قام بها مهربون غير مصريين أشهرهم اليهودي يوسف طحان..
والله أعلم كم من أمثال هذه الجرائم وأخطر منها لم يضبط أو ضُبط ولم يعلن عنه لأسباب مختلفة .. عموماً .. هذا بعضٌ من كلٍ وقطرةٌ من بحرٍ.. ولهذا نؤكد أنهم ما يزالون يخططون لتدمير كيان أمتنا وقتل أبنائنا ولم ولن يتوانوا عن ذلك لحظة .. مصداقاً لقوله تعالى وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ