متوهم .. حالم .. متعجل .. هادئ .. فهو الطائر الوحيد الذى يخرج من البيضة بقدميه .. يحاول السير وهو بحالته هذه .. يفشل .. يهب .. يحاول .. يمشى .. وبقايا البيضة يغطى كل رأسه ولم ير النور بعد .. يجرى .. يقع ..
لا ييأس أبدا .. كل ذلك وبقايا عرينه
(تلك البيضة ) لم يتخلص من بقاياها .. وعندما ينجح ويرى النور يقتحم فم التمساح ليلتقط طعامه من بين اسنانه.. ثم يقفز بين يدى المارة ببلاهة شديدة .. جرأة .. سذاجة .. اندفاع .. طيبة .. تناقض .. ينظر فى الفضاء اللانهائى .. يعدو .. يطير .. لا نعرف لمَ؟ ولماذا ؟ ولن نعرف ...
لا ييأس أبدا .. كل ذلك وبقايا عرينه
(تلك البيضة ) لم يتخلص من بقاياها .. وعندما ينجح ويرى النور يقتحم فم التمساح ليلتقط طعامه من بين اسنانه.. ثم يقفز بين يدى المارة ببلاهة شديدة .. جرأة .. سذاجة .. اندفاع .. طيبة .. تناقض .. ينظر فى الفضاء اللانهائى .. يعدو .. يطير .. لا نعرف لمَ؟ ولماذا ؟ ولن نعرف ...
وَوَضعـتُ قلمـى فـى دواتـى كى أخُطَّ وصيتـى
وأناملـى حَـوْلَ البنـان ِ بَكَيْـنَ هَوْلَ مُصيبتـى
ودموعهم سالت تُسَطـِّرُ فى سهوب وريقتـــى
والأرضُ تصرخُ فى فـؤادى أن يلملـمَ قصتــى
والطبُّ يُعلـنُ للعريكـةِ يأسـهُ مـن حالتــى
والرَمْسُ ينتظـرُ الزيارة َعاشقـاً لِوفـَادتــى
وغـداً أُوَسَّــدُ فى التراب ِ... غداً تُوسَّدُ هامتـى
آه ٍعلــى تلك الخليقـة ِ.. من يُجَففُ عَبْرَتـى ؟!
قد قِيل لى يوماً بأنى من بقايا الراحليـــــنْ
مُذ كنتُ طفلاً ارسمُ الأحلامَ في كفِّ السنيـــنْ
أعدو مع الفجر ِ المُحَمَّل ِ بالثمار ِ و بالأنيــنْ
مُتسربِلاً يشدو هنا ... آه ٍعلى المُتسربليـــنْ
بين الفجاجِ وفى المَفاوز فى نقاء ِالياسمينْ
فى أُلقة ِالأمل ِ المسافر ِ فى جبين ِالساجديــنْ
كنا هنا- يوماً هنا- يا أرضُ هل تتذكريـــنْ؟
هل تَبْلعين رُفاتَنَا وبذكرنا لا تَعْبَئيــــــنْ؟
هيا بربكَ يابنانُ نخطُّ آهــات ِ القَـــــدَرْ
أهوَ اللغوبُ يهدُّنى ؟ أم هدَّنى طولُ السَّـفَـرْ ؟
أم أنه مُرُّ الفراق ِ على أزاهير ِالبَشَـــــر ْ؟
واهٍ مريضٌ ينطفى ويعودُ يجترُّ الصُّـــوَرْ
ما كانت الدنيا هنا أنشودة ًتزكو الثمــَــرْ
كل الحجارةِ أصبحت فى عينــهِ تَـلَّ الدرر ْ
لافرق بين الشاهقات ِمن البيوتِ وفى المَدَرْ
ما أهوَنَ الدنيا - وربِّى - في عيون ِ المُحتَضَرْ
أنا "طائرُ الزقـزاقِ" قالـوا إنني دَومـاً عنيـد ْ
أمضي وتعدو فـي ركابـي كلُّ هالاتِ النشيـــدْ
نور المحجةِ أسْوَتِى والإستنامة ُفي مزيــد ْ
وغدا سيطوينا الثَّـرَى ونكونُ من أهل ِ اللحـــودْ
(القلبُ مصحفُ للبَصَرْ) أنَّى لعيني من جديدْ ؟ !
تباً لحلم ٍ زارني في غَمْـرَةِ الوَهـَـن ِ الشــديـدْ
يشدو على قيثارتى يا ليت شعرى ما النشيـــدْ ؟
غيبوبة ُ النجم ِالمُسَجَّى فى الورى ( بيتُ القصيد ْ)
أنا طائرُ الزقـزاق ِ يا قلمـى وأنتظرُ الرحيــل ْ
هل تعزفُ الألحانَ بعدى أَمْ تنوحُ على الخمـيلْ ؟!
لا بل تُغَنِّـي يا بنانُ فأنتَ في الـرَّوْض ِ رســولْ
تشدو على الأرض الوِهَادِ وبالجبال ِ وفى النخيلْ
سَـطِّـرْ لأمى أننى ما بِعْـتُ ترياقَ السبيـــلْ
لم أَنْسَ يا أُمُّ النصيـحَ ولا حكايات ِالأصيـلْ
كم قلـتِ لي: إن المريـضَ عليه فى الدنيا القليلْ
يا طالمـا نَبَّهْتِنِي خَـوْفاً على قلبي العليــلْ
أُمّاهُ لا تبكى فإني مــن رياحيـن ِ السمــاءْ
قد كنتُ طيفاً ها هنا يشـدو ويصـدح ُبالغنــاءْ
كم قلتِ لى: هيا وليدي في الهواءِ وفى الرُّوَاء
وَدَع ِ السياسة َ إنها نــارٌ بأطرافِ الرداءْ
بل إنها باتت صغيــرى لعبــة ً للأغنياءْ
يتمالئـونَ لَـَدى العشـىِّ وينكُصـونَ مع الضياءْ
والعدلُ ماتَ مع السّنين وفي فمي – يا شعرُ – ماءْ
أماهُ لا تبكي صغيــراً ، يَرْعَوى لبَّى النداءْ
قد كان حُلمى أن أرى الأبناء َ– حولى – عِتْرَتى
وتطل أطـيافُ الـبراءة ِمـن عيـون حبيبتي
وهى التى قالتْ: " فـؤادى لم تزلْ وقضيــتى"
ألهـو مع ابني الصغيــر ِ وفى ضفائر ِ طفلتى
يحنو صغارى .. يمرحـونَ .. مع صغار ِأخَيـَّتى
وتـرفُّ أنسـام ُالأُبُــوَّةِ تستكيـنُ بمهجــتى
طفلـى الرضيـعُ بصوتـهِ يبكى ويقلقُ راحتـى
فيضمّــهُ دفءُ الأمومةِ فى ربـوع ِ سعادتـى
كم كنتُ أحلمُ يا بنـان ُ بـأن أُوَسَّـدَ بالبقيــعْ
ويضمـنى طيبُ الثَّـرَى ويلفـنى " نـورُ الشفيعْ"
فأكـونَ بيـن عطورهـم كفراشـةٍ بين الشموعْ
والآن أمضى – ليتنى- ما كنـتُ من هذا القطيـعْ
اُنظرْ إلي الكفن ِ الذى نسجوهُ للقلبِ الوجيـعْ!
من كان يوما فى الدُنا طيراً على غُصنِ الربيعْ
أضحى المُغسِّلُ لاهثاً بالماءِ في أمـر ٍ سريـعْ
من كان خِـلِّي حاملاً نعشي ويمضي بالجميـعْ
خُطُّوا على قبرى الوصية َ كى يـراها كلُّ حـَـــيّ
قولـوا لهم: إن الحياة َ وضيعـة ٌ فى كل شَــــي ّ
إلا العبـادة َيا أخى والديـنُ نــورٌ يا بُنـــَـــيّ
قلْ للمغسِّـل ِ إننـى طيـفٌ بأشـلاءِ الصَّبـــــيّ
رفقـاً برأسـى يا أخـى .. ويدى وأيضـاً مُقلتـَـيّ
هذا المُسَجَّـى يا أخـى قـد كان فى الدنيا أَبـــيّ
لاتحملونـى للثَّــرَى وعيونكـم تبكـى علـَـيّ
بـل تقرءوا " الذكـرَ الحكيـمَ " فإنـه كنزٌ لَـدَيّ
قولوا لأهلي: لا تزوروا في المدافـن ِتُربتـي
من قبل أسبوع ٍ يمرُّ على روائــح ِ جثتــي
والدودُ في بدني أكولٌ جاهلٌ شخصيتـــي
لو تفهمُ الديدانُ شِعْراً تنحنى لقصيدتـــى
وتُقبِّلُ اللحدَ الذى يحوى رُفـاتَ سفينتــى
لكنه القبرُ الذى يمضـى بغيـر إرادتـــى
يطـوى عظامـى لايبالـى رحمـة ً بشبيبتي
هل تذكـرونـى إخوتـى أم أنتهى بنهايتى؟
قد كنتُ نبضَ عقيدةٍ لا تنثني رغم البلاءْ
أنا رايةٌ ؟! أنا .. من أنا ؟ قولي بربِّكِ يا دماءْ
يا ليت أمى لا تبــالىِ من خيالاتِ المساء ْ
فى نومها فى صحوها قولوا لها هذا الرجاءْ
قولوا لأختــي: إننـي مازلـتُ أجترُّ الضياءْ
وأتوقُ للآي الكريـم ِ– علىَّ- لا هذا البكاءْ
بل تذكريــنى للرضيـع ِ وللحفيـدة ِبالثنــاءْ
أنا يـوم مـوتـى يا أُخيَّـةُ حينما يمضـى الوفاءْ
كـم كنتُ أحـلمُ بالريادة ِ فى مياديـن الأدبْ
لم أجـن ِغيـر فجيـعةٍ تبكـى على طير ٍ ذَهَبْ
ما أصعب الدنيا التى تـحــوى أعاجيبَ العَجَبْ
ما بين ثكـلان ٍ يئنُّ وَرَوْضَـةٍ تشـدو الطـَّـربْ
لاتفـرحـوا للغانميــنَ ولا الثـراءِ المُرتقـَبْ
أو تنـدبوا ليل الخليقـةِ فـوق أكفـان ِ الحِقَـبْ
فِـرُّوا إلى الله ِالعظيـم ِ فإنـه نعـم المُحِـــبْ
يعطـــى الدُنا للعالميـنَ وحِبُّـهُ قلــبٌ أحَبْ
No comments:
Post a Comment