Wednesday, December 5, 2007

بردية الوطــن

قادمٌ
من خلفِ أفق ِ الشمس ِ
أبحثُ عن وطنْ
وسنابكُ الأيام ِ
تعلو هامتي
فأروحُ في جَوفِ السنابـِكْ
حوافرُ الخيول ِ للحصاوى سَكَنْ
حصوة ٌ يا أنا
ما جنيتُ
ولا أدرى مَنْ جَنَى
( لا تنظروا لى هكذا )
فالمُهرُ يبحث عن خريطة ْ
بعض الرؤى ليست عبيطة ْ
من يمتطى ظهر الرياح ِ هو المَلِكْ
لا فرق بين " الفارس الايوب ِ" أو " كافورْ "
كأسٌ تدور ْ
والمجدُ في المحروسة ِ العصماء ِ للغريب ْ
قالت ليَ العرافة المثقفة ْ:
نبوءتي يا سَيِّدِي ليست مُحرَّفة ْ
كل الذين شيَّدوا تاريخ هذى الأرض ِ
كانوا من هناكْ
من خَـلْف ِ قرص الشمس ِ
من تيهِ الهلاك ْ
لكنهم كانوا هنا
عند انبجاس الماء من صخر المُنَى
عند انبلاج الصبح في " حابى العظيم ْ"
في صهوة الأهرام ِ
في جبل الكليم ْ


وطن ْ
حَـفنة ٌ من ثَـرَى
حَبَّة ٌ من عَرَق ْ
تتمخض الذرات أحلام الأَلَـقْ
إن خِفتَ يوما - سَيِّدِي –
كُنْ حَصْوة ً
في حافر الأفراس – إن ترضى – سَكَنْ
ثوبُ العروسةِ – ربما – أحلي كفن ْ
إن قُـشِّـرَتْ غـَلالة ُ الأمانْ
وتيبست كفُّ الذي يا طالما
أَلْقَى الحجارة َ
في بحيرات العَـفنْ
أنت الغريب ْ
والأرضُ ذي يا سيّدي
ليست وطن ْ



هي الريح ُ فالزمْ
أضابيرَ غاركَ
عند الغضب ْ
هى الريح فالزم
تعاويذ َ " حابى "
وصمت الكتب ْ
قادمون العَسَـسْ
يَعُدُّون كل هواء النَّفَسْ
احترس ْ
احترسْ
- رمسيسُ ابن الإلهِ ؟
- نعمْ
- هذا صنم ْ
- هذا عَلَمْ
احترسْ .. احترسْ
قادمون العسس ْ
دائما يا فـَمِي
تستبيح ُ دَمى
تستثيرُ الذي قال إياكَ فاعلم ْ
هى الريح ُ فالزمْ
أبو الهول ِ لا يستطيع القيامَ
ورمسيسُ لا تنثني ركبتاهُ
وكرسي الخليفة للمقعدينْ .


فاضرب بعصاكَ الحجر َ
ودندن للسلطانْ
فـ " سالومى " لم تطلب إلا رأس نبيّ
هات المبخرة َ الفيحاءَ لترقصَ في حضرة ِ" آمون"
فالمعبدُ ريحٌ
تحكى للقابع- في صمتٍ- مكسورَ الأنف ِ
بأن جلالته قد علـَّمَ – في الكُـتَّابِ – صلاح الدين ْ
عَـلَّمهُ كيف يسوس قلوب الأمة في حطين ْ
أن يبقى مبكىً عربيا ً
وتميمة َ طفل ٍ لا يدرى
أن الكهنة َ قد سرقوا أوراق البردي
كى تتدفأ " سالومى "
عاشت " سالومى " ما دام السلطانُ هنيئا ً
ومماليكُ القصر ِ
سُكارى
من كأس ِ المحروسة ْ

قابض ٌ
يا الريحُ هاتِ ما لديك ِ
تخشيننى
أم أننى أخشى عليكِ ؟
لم يبقْ شيء ٌ لم يُبَعْ
وَجَلٌ يغلفهُ وَجَعْ
فانهض ولا تخشَ العسسْ
هم يخطئون – كعهدهم – في عدِّ مراتِ النَّـفَسْ
مَزِّقْ سراويلَ الشللْ
فإذا انمحت تلك المسافاتُ التى بين الضمير ِ والعمل ْ
الآن قد تبقَى رَجُلْ
الآن قد تبقى رَجُلْ


السيفُ للريح ِ
والغمدُ لكْ
فمن قال لكْ
بأن البطولة َ حَمْلُ الكفنْ
وإن الشواردَ تبنى وطن ْ
فإياك أن تستعيرَ الزمن ْ
وتبتاعَ في التيهِ كل البيارقْ
وتجلسَ كالقط تحت الخوانْ
فسُؤلُـكَ في الرَّمس ِ ياسيدى
وهذى يدى
تآخيكَ لكنها يابسةْ
ورهط ُ الأميرة ِ عند الجدار ِ
يقيمون " قُلَّيْس َ" العاشقين
يحولون بينى وبين النهارْ
فيدنو المدار ْ
وأعتاضُ بالنجم واللامدى
فهذا المَدى مَقْـصلة ْ
وها هاهنا سنبلة ْ
فهات الصواع َمن السارقين
فلا " السِّفْـرُ " قال : السلام عليكم
ولا " السامرىُّ " أعادَ الذهب ْ
فَوَلِّ الفراشاتِ شِطرَ اللهب ْ
وجاوز بهن شفا الانتحار ْ
وإلا سنكتبُ .... " تبت يدكْ "
فباللهِ يا سَيِّدِي أسألكْ
أَ كَـشَّ المَلِكْ ؟
ومن ذا سيمضي إلى كربلاء ليسقى الحُسَيْن
وهل مات بالغدر ِ أم بالعطشْ ؟
وكان الخليفة ُعند الكسوفِ
ليقتاتَ للشمس ِ بعض المشاعل ْ
ويشرى السقيفة َ
حِلْـفَ الفضول ِ
ويهدى " مُسَيْلـَمَة َ " المئذنة ْ
فأضحت " سجاح ُ" لنا ميمنة ْ
وفرعون موسى على الميسرة ْ
وفي القلب كانت عروش الضلال ْ
فبئسَ العيال ْ
يجيئون من قافلات الوَجَل ْ
ومن قلعة الموتِ في المذبحة ْ
فكلُّ المماليك ِ صاروا ملوكا ً
وعادوا هنا بعد عام" الرّمَادَةْ"
فَثُـرْ لتدارىَ سَوءاتـِنَا
" فقابيلُ " حىٌ يُكنَّى بهِ
" وهابيلُ " لم يُتَسَمَّ بهِ
برغم اغتسال الثَـرَى بالدم ِ
ووشم ِ الأساور ِ في معصمي
فيا مأتمى
أكلُّ الينابيع ِ تنسى المَصَبْ ؟
آهة ٌ من غضبْ
يموت الغرابُ مع قاتلى
فإن جاء يا سيدى هدهدٌ
يحيط بما لم تحيطوا به ِ
ويُنْبيكَ بالسر ِ والمسألة ْ
وصوتِ المراجل ِ والمقصلةْ
فاذبحْ على التوِّ هذا الخطيرْ
فلن تأتى عير ْ
وعامُ الرمادةِ في الحَوْصَلة ْ



قالت لنا مَحْظيـَّـة ُ السلطانْ :
هيا ابشروا يا أيها الجرذانْ
النجمُ قد ضل المدار ْ
وأرى كأن النيلَ قد هجرَ المصب ْ
" والرَّنْـكَ " يعلو في سماء السلطنة ْ
لا طنطنة ْ
وعساكرَ الشطرنج ِ قد أكلوا الحصانْ
وأرى كأن الأرض لا .............
- فتركتُهم -
ومضيتُ أحملُ ما تَبقـَّى من نبوءةْ
ما قالت الحمقاءُ شيئاً أجهلهْ
من يحملهْ ؟
هذا المدوَّن في قراطيسي من العهد القديم ْ
وعلى مقابر أورشليم ْ
الخلدُ للحكام إذ باعوا الوطن ْ
سِفْرُ العَـفَن ْ
بعض الأفاعي لا تُغيِّرُ جلدها
تقتاتُ من تحتِ الموائدْ
وتبيضُ في عُشِّ الحَمام ْ
وتقولُ : إن بُقيرة ً حمراءَ في بيض النَعامْ
والنابلون على نوافذ مخدعي
باعوا الخناجرَ والسيوف ْ
والحوتُ يَلتَقِمُ الحروف ْ
لما رأى البصاصَ فوق المئذنة ْ
" هامان " يشرى صك غفران الذنوبْ
تدفعْ .................تتب ْ
فالجنة الزهواءُ في كفِّ الأميرْ
من يعصمكْ ؟
الفلكُ مرت من سنينْ
واليوم لن يجدي اليسار أو اليمينْ
قالوا : بإنا عائدون ْ
عند انجحار النور في درب الهوانْ
عند انتحار العدل في كف الأمانْ
عند احتضار الشمس في ثغر الزمانْ
صَدقَ المماليكُ الجُددْ
لكنهم عادوا وما عاد الرجال ْ
تتشابهُ الأجيافُ رغم الأمتعة
رغم المباخر في لسان الإمَّعَـة ْ
مَن زيَّـفوا نبضات تاريخ الوطنْ
مرضى الإحَـنْ
ذات العماد تزلزلت بـِفُويْسَقَـة ْ
فالزمْ كهوفَ الصامتينْ
لا حَوْمَة َ الوأي اشتكت
ولا طبولَ النصر ِ قالت : يا مزيد ْ
فاتورة ُ التاريخ ِ ليست للعبيد ْ
صدق المماليكُ الجددْ
عادوا على متن البراق ِ يُبشِّرون بدينهمْ
هات الصحائفَ والطروس ْ
واتلُّ على الدهماء ِ أسفارَ العفن ْ
من يدفع الآن الثمن ْ
لا ذنبَ إن لم يفهم ِ البقرْ
آخر خبرْ
لما رأى الحامولَ يلتهمُ الشجرْ
نخَّاسُ قريتنا انتحرْ

No comments: